وأمده أبوه بالرجال فبلغ جيشه أكثر من ثلاثين ألف فارس. وانضاف اليهم من أمراء العرب ديفل بن ميمون.
التقى الجمعان بناحية سطيف، قال البيذق سنة ٤٦ وقال ابن الاثير في صفر سنة ٤٨ فتاخر الموحدون حتى حل العرب ببن جبال.
فمالوا عليهم وهم على غير أهبة. واشتد القتال ثلاثة أيام. ثم انهزم العرب في اليوم الرابع. وتبعهم الموحدون الى ناحية تبسة.
قال ابن الاثير:"وترك العرب جميع ما لهم من أهل ومال وأثاث ونعم فقسم عبد المؤمن جميع الاموال على العسكر. وترك النساء والاولاد.
ووكل بهم من يحفظهم ويقوم بحوائجهم. ولما وصلوا معه مراكش أنزلهم المساكن الفسيحة وأجرى لهم النفقات الواسعة. وأمر ابنه محمدا ان يكاتب أمراء العرب ويعلمهم أن نساءهم وأولادهم تحت الحفط والصيانة. وأنه قد بذل لهم الامان والكرامة. فوفدوا عليه بمراكش. ورد عليهم نساءهم وأولادهم وأعطاهم أموالا جزيلة.
فاسترق قلوبهم بذلك. وأقاموا عنده. وكان بهم حفيا. واستعان بهم على ولاية ابنه محمد للعهد " اهـ.
وقال البيدق:"ترك عبد المؤمن من غنائم العرب وسبيها بفاس ومكناسة وسلا. وحمل معه الى مراكش سلاطينهم وعيالهم. وهم ديفل بن ميموق وحباس بن الرومية وابن الزحامس وابن زيان وأبو قطرن وأبو عرفة والقائد بن معرف. ثم من عليهم ورد عليهم عيالهم وأعطاهم المال وصرفهم الى بلادهم. وذلك سنة ٥٤٧ " اهـ.
وأرى أن الامراء الذين نقلهم عبد المؤمن معه غير الذين كاتبهم جمعا بين الروايتين فان الواقعة عظيمة جدا لجمع كل من الفريقين قوته فيها. فلا يستوفيها ابن الاثير- وان كان مؤرخا بصيرا- لبعده عنها ولا يستوفيها البيذق- وان كان حاضرا- لغفلته.