ومنهم محي الدين بن عربي الاندلسي دفين دمشق المتوفي سنة ٦٣٨ وكان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات يميل في فلسفته الى الغموض، ومن آرائه:"التثليث أساس الوجود، ومع ان الله في اعتقادنا فرد فاول عدد فردي ثلاثة لا واحد".
ومنهم ابو الحسن الشاذلي نسبة الى شاذلة قرية بتونس قيل انها مرناق، وتوفي بارض الحجاز سنة ٦٥٥ والناس فيه بين مادح وقادح، وله أوراد واذكار انتشرت في الناس غربا وشرقا، وتفرع من طريقته طرق كثيرة، ويلقب اتباعه با لدراويش وبالفقراء، والدرويش كلمة فارسية معناها القانع أو الفقير.
ومن كلامه:"اذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بهما ودع كشفك، فان الله قد ضمن فيهما العصمة ولم يضمنها في الكشف".
ومنهم عبد الحق بن سبعين المتوفي سنة ٦٦٩ سكن بجاية مدة وأقرأ بها ثم لحق بالمشرق وجاور بمكة، وعن قطب الدين القسطلاني انه ظهر في المائة السابعة من المفاسد العظام ثلاث: مذهب ابن سبعين وتملك التتر للعراق واستعمال الحشيشة حكاه في نفح الطيب وذكر أيضا: "ان الامير ابا عبد الله بن هود من أمراء الاندلس أرسل سفيرا عنه الى البابا برومة ابا طالب بن سبعين أخا عبد الحق فقال له البابا ان أخاك ليس للمسلمين اليوم أعلم بالله منه " وارى أن هذه الشهادة ان لم تدل على مواصلة سرية بين البابا وعبد الحق تدل على قرب مذهبه من المسيحية. ومن كلامه في أبي مدين:"شعيب عبد عمل ونحن عبيد حضرة".
هذا وقد اتخذ دجاجلة الصوفية الانتساب الى سني صوفي عظيم سببا للارتزاق وخلبوا عقول العوام بالظواهر والدواعي. وغمروها