عامة، وأساء ابن جامع التدبير، وأوغر صدور بعض العظماء، فكانت وقعة العقاب على المسلمين سنة ٦٠٩ فني فيها أكثر رجال الدولة وذهبت الحامية من البلدان وانحرف قواد الاندلس عن بني عبد المؤمن ثم ظهر الخلاف بينهم انفسهم، وتواثبوا على عرش مراكش، فاختلت الدولة.
وفي سنة ٦١٠ صعد بنو مرين الى تلول المغرب الاقصى، فملكوا بواديه وأعلنوا حرب بني عبد المؤمن سنة ٦١٣ واقتطع عنهم ابو زكرياء الحفصي ولايتي تونس وبجاية سنة ٢٨ وثبت يغمراسن بن زيان والي تلمسان على ولايتهم حتى أخضعه أبو زكرياء سنة ٦٤٠.
وفي سنة ٦١٠ صعد بنو مرين الى تلول المغرب الاقصى، فملكوا واجفل امامه بنو مرين، ووفد عليه يغمراسن ابن زيان في ألف فارس من قومه، فبايعه بفاس وخلع عليه السعيد وأمره باستئصال مرين وأمده بالاموال والرجال، فخرج اليهم يغمراسن حتى ألحقهم بكرت، ثم عاد الى فاس فقيل له انك مغدور، فغادر فاسا هو وقومه وسالم بني مرين، وبعث اليه السعيد بالامان، فامتنع خشية الغدر.
وفي سنة ٤٥ خرج السعيد من مراكش لاخضاع المستبدين عليه من بني مرين وبني عبد الواد وبني ابي حفص، وحشد أمما كثيرة، وبلغ تازا في المحرم سنة ٤٦ فأرسل اليه أمير مرين ابو يحي ابو بكر ابن عبد الحق ببيعته، وعرض عليه العود الى مراكش وانه يكفيه أمر يغمراسن، وكان السعيد شهما حازما يقظا بعيد الهمة، فشكر لابي يحي خدمته، وأمره بامداده وتوجه نحو تلمسان.
وخرج يغمراسن في أهله وقومه الى قلعة تامززدكت قبلة وجدة فاعتصم بها وأوفد وزيره الفقيه عبدون على السعيد بالطاعة والاعتذار عن تخلفه، فابى السعيد الا حضوره، فامتنع يغمراسن خشية على