فانتصر عليه، ثم حارب ابا البهار لقعوده عن قتال صهره، ففر أمامه الى ابن أخيه منصور فرضي عنه، واعاده الى تاهرت، فزحف اليه زيري وانتصر عليط ايضا، واستولى على عمله، فأصبح المغرب الاوسط الى الزاب أمويا.
وكان ابن ابي عامر يذكر في الخطب بعد المؤيد، وساء ما بينه وبين زيري، فاقتصر في دولته الممتدة من المحيط الى الزاب على ذكر المؤيد في الخطب، فجهز ابن ابي عامر لحربه الجيوش، وكان اللقاء بنواحي طنجة وتكافأت القوتان، ثم طعن زيري احد غلمانه غدرا واشبع موته فانهزمت جموعه.
خرج زيري من هذه المعركة جريحا وقصد تيهرت فحاصرها وبها يطوفت ابن بلقين وبلغ الخبر باديس بن منصور بالقيروان فخرج الى زيري في جموعه ومر بطبنة فقدم بين يديه حماد بن بلقين فلقي زيري على وادي مينة فهزمه زيري وفتح تاهرت واستولى على عملها شلف وتنس وتلمسان ثم فتح المسيلة وحاصر اشير وهنالك انتقضت عليه جراحاته فافرج عنها ومات سنة ٩١ وخلفه ابنه المعز فاقصر عن مزاحمة صنهاجه العبيدية وتلطف لبني أمية حتى أعادوه الى فاس فاقتصر هو وعقبه على ملك المغرب الاقصى.
وكان باديس لما بلغ طبنة استدعى عاملها فلفول، فخشي منه واعتذر عن عدم مقابلته، فلما فارقها باديس عاد اليها فلفول، فترك حمادا لمقابلة زيري، وعاد هو الى فلفول، وقد امتدت ثورته من طبنة الى تيجس، وحاصر باغاية، فسرح له باديس أعظم قواده، فقتل وانهزمت جنوده، فقاد باديس نفسه الجيوش، واخرخ فلفول عن باغاية ثم مرماجنة، فلحق بالجبال سنة ٨٩.
انضم الى فلفول بعد هزيمته بنو زيري بن مناد المخالفون على باديس، فنزلوا الى تبسة، وحاصروها، فاجلاهم باديس عنهما،