وخلفه ابنه الخير. وخلا له وجه زناتة بقتل يعلي. فعاد الى طاعة بني امية حتى توفي. وخلفه ابنه محمد. وكان جبارا طاغيا.
وخرج بلقين بن زيري الصنهاجي لحربه سنة ٦٠ فدارت عليه الدائرة.
وكاد يؤسر. فانتحر. والعرب تقول المنية ولا الدنية. وقتل من زنانة سبعة عشر أميرا. ونهض الخير بن محمد. فجمع أشتات قومه وأعاد الكرة على صنهاجة. فقتل زيري بن مناد. وثأر منه بأبيه المنتحر.
وفي سنة ٦١ نهض بلقين بن زيري لحرب زناتة. فأجلاها عن الزاب. ثم أجلاها سنة ٦٣ عن المغرب الاوسط. وعاد من تلمسان.
وتفرقت زناتة في المغرب الاقصى. تلوله وصحرائه. وتبعهم بلقين سنة ٦٩ فقتل بسجلماسة الخير بن محمد. ونجا ابنه محمد في أعيان من قومه الى الاندلس مستصرخين المنصور بن ابي عامر حاجب هشام المؤيد ابن المستنصر بن الناصر. فأجاب صريخهم. واجتمعت زناتة وأولياء الاموية بظاهر سبتة. وأطل عليهم بلقين فرأى ما هاله كثرة. فعاد عنهم. وصدق القائل:"اذا أردت السلم فاستعد للحرب".
وفي سنة ٧٧ خالف سعيد بن خزوون بن فلفول بن خزر قومه.
فنزع الى صنهاجة العبيدية. فأكرمه منصور بن بلقين. وعقد له سنة ٨١ على عمل طبنة. وتوفي من سنته. فجدد المنصور العهد لابنه فلفول.
وفي سنة ٧٧ ملك فاسا زيري بن عطية بن عبد الله بن خزر مقيما للدعوة الاموية. وكان ابو البهار بن زيري الصنهاجي عاملا بتاهرت. فنبذ عهد الشيعة. واتحد مع زيري بن عطية. وكان صهره خلوف بن ابي بكر بمدينة تاهرت، فتابعه، ثم عاد الى العبيدية، وضبط تاهرت، فغفل عنه ابو البهار، ونهض اليه زيري سنة ٨١