بوكوس الثالث المتوفي سنة ٣٣ (ق. م). وبعد وفاته ألحقها الرومان بمستعمراتهم، وجعلت تحت نفوذ اكتافيوس مباشرة، وأراد ان يغرس بها الحضارة اللطينية. ولكنه خشي شدة شكيمة البربر، فلم يعجل بتنفيذ برنامجه، وتظاهر للموريطانيين باللطف والمجاملة حتى وجد رجلا من بني جنسهم ولكنه مخلص لرومة، فولاه على موريطانيا سنة ١٧ (ق. م).
هذا الرجل البربري الروماني هو يوبا الثاني الذي مهد وطنه لسادته الرومان وشجعهم على امتلاكه بعد ما حاولوا ذلك منذ أزمان، واشرأبت أعناقهم اليه فلم يقووا على تحقيق آمالهم فيه.
وهكذا لولا الخيانة الجنسية من بعض الروساء وضعف الغيرة القومية من الامراء ما حكم أجنبي وطنيا ولا ساد غريب أهليا.
في سنة (٤٢ م) بحد قتل بطليموس ألحقت موريطانية برومة نهائيا. وبذلك تم للرومان الاستيلاء على الوطن الجزائري الذي شرعوا في تحقيقه منذ سنة ٤٦ ق. م فكانت مدة سير استيلائهم ثمانية وثمانين سنة.
ومع بطء هذا السير فانه لم يكن ثابت القدم عاما على الوطن الجزائري فان الرومان لم يتقدموا لهذا العهد الى الصحراء، وخط حدودهم يقترب من البحر كلما تقدم ناحية الغرب. وتوجد داخل الحد أماكن غير خاضعة لرومة منها جمهورية المدن الخمس: قرطة، ميلوم، روسقاد، شولو، قويقلوم. ولم تدخل في فوضى الاستعمار الروماني الا منذ انحل اتحادها أواخر القرن الثالث. ومنها القبائل الخمس (القبائل) الذين كان الرومان يسمون وطنهم "جبل الحديد" (MONS FERRATUS).
ولم يتمكن الرومان من اخضاعهم الا سنة (٢٩٧). وأكثر البربر