بكر ابن عرفة. والقى شلوه في شق هنالك فافتقد الناس ابن عرفة. ثم وقفوا على جلية أمره. واستخرجوا شلوه. فثاروا بأبي بكر. وكان يوم من أشد الايام. فقد فيه ابو بكر امامته. وبقيت الحرب بين أنصار الحكومة واعدائها قائمة على ساق. وحكمت أخيرا بفشل نفوسة والعجم.
قال ابن الصغير:"لما نزل بالعجم ونفوسة ما نزل تفرقوا في أقاصي البلاد. فنزلت العجم بموضع يقال له تابغيلت وهي على مرحلتين من مدينة تاهرت (١) ونزلت الرستمية ومن لف لفها باسكيدال وبه ابو اليقظان. وهو مجمع الاباضية قبلة تاهرت على يوم أو أزيد قليلا. ونزلت نفوسة بقلعة مانعة يقال لها اليوم قلعة نفوسة".
عقب هذه الفتنة استولى محمد بن مسالة على تاهرت. وحارب بقومه واهل المدينة لواتة. واجلاها الى حصنها على مقربة من تاسلونت منبع عيون نهو مينة. ودعت ابا اليقظان الى جوارها.
هنالك اجتمع الى ابي اليقظان شيعته. فذهب بهم الى تيهرت. فامتنعت عليه سبع سنين. ثم استنجد نفوسة طرابلس. فأنجدوه. وتقوى بهم في حين أن أهل تيهرت أجهدهم الحصار. فتقدمت رسله الى المدينة مبشرين ومنذرين. فرضي أهلها باسلامها الى ابي اليقظان على أن لا يؤاخذوا بما ذهب ايام الفتنة من أنفس واموال فرضي شرطهم ودخل المدينة. وأعلن العفو العام.
ونفى ابو حاتم بعض أعيان المدينة بتهمة التآمر على قتله، إلى موضع يدعى الثلة. وبعد مدة دخلوا تيهرت في حماية أنصارهم.
(١) تقدم في الفصل الرابع عن البكري تامغيلت بالميم. وأنه على مرحلتين من تيهرت. فالظاهر أنه موضع واحد يقال بالحرفين أو محرف في أحد الكتابين.