وعاد القواد بشلو باديس الى القيروان فبايعوا للمعز ونقضوا بيعة كرامت فلما بلغه ذلك صالح حمادا على مال يأخذه ويلتحق بالمعز، فاسعفه حماد بذلك ولحق بالمعز في محرم سنة ٤٠٧ وكان هذا أيضا من أسباب نجاح حماد.
انتقل الميدان بين حماد والمعز الى جهات باغاية وما يليها الى ناحية قفصة ولثمان بقين من صفر سنة ٤٠٨ سار المعز بالاجناد لحرب حماد. فأجلاه عن باغاية ثم كانت بينهما وقعة شديدة آخر ربيع الاول جرح فيها حماد، وأسر فيها أخوه ابراهيم. وتفرقت عنه رجاله.
فاسلم معسكره بما فيه من معدات وذخائر، ونجا بنفسه. وانتهى المعز الى سطيف وقصر الطير. ثم قفل الى حضرته.
وهنالك مال حماد الى السلم. فارسل إلى المعز. يعرض عليه طاعته. فاشترط عليه ارتهان ابنه القائد. فوسط اخاه ابراهيم في التوثق من المعز. فارسل ابراهيم اليه يضمن له سلامة ابنه. ثم بلغ المعز قصره آخر جمادى الاولى، وسرح ابراهيم بن بلقين، وخلع عليه، فلما بلغ ذلك حمادا زالت ريبته بالمعز، وارسل ولده القائد بهدية جليلة، فبلغ الى المعز منتصف شعبان. فاكرمه. واهدى له هدايا جليلة واقطعه المسيلة وطبنة وغيرهما. ولم يمسكه بل سرحه الى ابيه فعاد اليه في رمضان وبحسن هذه السياسة من المعز تم الصلح بينه وبين حماد، وصلحت الاحوال.
ونرى حمادا لم يكن له غرض في هذه الحرب. وانما كان حذرا مستعدا للطوارئ. فادخل حذره ذلك الريبة في نفس باديس.
وقواها له حاشيته من حسدة حماد. فاشتعلت الحرب مدة عامين.
وانتهت ببقاء حماد على ما كان عليه وانما في صلح المعز اعتراف ضمني بالعجز عن مقاومة حماد.