حماد ثلاثين الفا لقي بها هاشما بمدينة الكاف. فهزمه وغنم ماله وعدده. وتقدم الى باجة. فدخلها بالسيف. وأثار تونس على الرافضة. وذلك سنة ٤٠٦.
وهنالك قاد باديس الجيوش بنفسه. وخرج من القيروان لحرب حماد. فخذل حمادا بعض رجاله من بني حسن الصنهاجيين، ومن زناتة كبني ابي واليل أهل مقرة وبني يطوفت وبني غمرة، ففر حماد حتى اتى اشير في صفر، وبها نائبه خلف الحميري، فمنعه منها وأعلن طاعة باديس، فتوجه حماد الى شلف بني واطيل.
واستولى باديس على المسيلة واشير، وبلغ سهل السرسو.
فأتاه رؤساء بني توجين وكثير من زناتة الناقمين على حماد. فاستظهر بهم، واجاز وادي شلف، فتقابل مع عمه مستهل جمادي الاولى وتقاتلا اشد قتال، فانخزل عن حماد اصحابه الى باديس، فانهزم وأخذ السير الى القلعة، وبها أخوه ابراهيم. فدخلها تاسع جمادى الاولى، وذهب الى دكمة، فأخذ من أهلها ما وجده من طعام وملح وذخيرة، وعاد الى القلعة مستعدا للحصار.
عاد باديس اثر عمه، وحاصره بالقلعة، وبينما حماد يقاسي ألم الحصار وينتظر اليوم الذي يؤخذ فيه اذ نعي اليه باديس آخر ذي القعدة، فأتاه الفرج من حيث لم يحتسب. وهكذا تأيد بالقدر الذي عوده الظفر.
وكان كرامت اخو باديس ذا منزلة لدى صنهاجة، فبايعه كبار القواد ارضاء لصنهاجة لبعدهم عن العاصمة فمضى كرامت الى أشير وفرق الاموال في صنهاجة. وجمع سبعة آلاف مقاتل وخرج اليه حماد في خمسمائة والف فارس فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم كرامت الى اشير، فحاصره بها حماد.