الى متيجة وطال مقامه بها حتى مرض. وحذر أبا يحي وزراؤه من هذه الوفادة. فانقبض عنها. وظن عبد الرحمن يعقوب بن ابي الحسن ان اباه هالك. فتوثب على الامر منافسة لاخيه ابي مالك. فتدارك ابو الحسن الامر، وفر ابنه الى موسى بن ابي الفضل أمير بني يزيد بسهل حمزة. فرده عليه، وحبس بوجدة. ثم قتل سنة ٧٤٢ وأيس أبو الحسن من وفادة ابي يحي. فعاد الى منصورته.
وكان بنو عامر منحرفين عن الطاعة لمكان سويد منافسيهم.
ففر اليهم ابن هيدور جازر الى عمد الرحمن، وادعى انه هو، فبايعه شيخهم صغير بن عامر، وزحف به على لمدية، فهزم قائدها، وجهز ابو الحسن ونزمار بن عريف في قومه سويد. فقضى على الثورة. ولحق ابن هيدور الدعي بزواوة فافتضح. فانتقل الى الذواودة فبعث ابو يحي الحفصي خدمة لابي الحسن الى يعقوب ابن علي من كشف له أمر الدعي. فأشخصه الى أبي الحسن سنة ٤٠ وهو يومئذ بسبتة. فقطعه من خلاف. وهلك سنة ٦٨.
وعني ابو الحسن بالجهاد وفي نفسه تشوقا الى امتلاك تونس.
وانما أقعده عنها مكان صهره ابي يحي. ففي سنة ٧٤٧ مات ابو يحي، وتغلب على الامر ابنه عمر، وقتل أخاه أحمد ولي العهد، فتعلق ابو الحسن بهذا السبب، وعقد على تلمسان والمغرب الاوسط لابنه ابي عنان، وفوض اليه ادارتها، وفصل منها في صفر سنة ٤٨ فأتته بوهران بيعات أمراء الجريد وجربة وقابس وطرابلس، ووفد عليه بارض بني حسن من نواحي البرواقية اعيان الجزائر ويعقوب ابن علي الذوادي ومنصور بن مزني، فولى على جباية الجزائر مسعود ابن ابرهيم اليرنياني من طبقة الوزراء، وتلقاه بساحة بجاية أميرها محمد لما لم يجد نصيرا، فنقله عزيزا مكرما الى ندرومة واوصى ابنه ابا عنان بالاحسان اليه.