المؤمن سنة ٦٠٥ وقتل في حرب ابن غانية، فولى الناصر مكانه ابا زيد ابن يوجان، وعزله المنتصر بابي سعيد بن المنصور.
وممن ولي ببجاية بعد ابي الحسن ابن يغمور، فلما أفضى الامر الى العادل عزله بيحي بن الاطلس التينمللي، وفي سنة ٦٢٤ بايع أهل الأندلس ادريس المأمون باشبيلية قال ابن خلدون: وبايعه صاحب تلمسان محمد بن ابي زيد بن يوجان وصاحب سبتة ابا موسى بن المنصور وصاحب بجاية ابن أخيه ابن الاطاس، وفي بعض نسخه ابن اخته ابن الاطامي.
وفي سنة ٢٧ خلع أبو زكرياء الحفصي طاعة المأمون فعقد المأمون على بجاية للسيد ابي عمران بن محمد بن يعقوب المنصور، وفي سنة ٢٨ فتح ابو زكرياء قسنطينة وبجاية، واعتقل السيد ابا عمران، وثقفه بتونس، فانقرضت كلمة بني عبد المؤمن من عمل بجاية، وقامت بها دعوة الحفصيين.
وكان المأمون قد ولي على تلمسان أخاه السيد ابا سعيد، وكان مغفلا ضعيف التدبير، ومعه الحسن بن حبون الكومي عاملا على الوطن، فغلب على ابي سعيد واغراه ببني عبد الواد. فقبض على طائفة من مشيختهم، وشفع فيهم ابراهيم ابن اسمعيل بن علان زعيم الجند اللمتوني بتلمسان، فردت شفاعته، فقام بدعوة ابن غانية، واغتال الحسن بن حبون وثقف السيد ابا سعيد، وسرح مشيخة بني عبد الواد. ونكروه فقتلوا ابراهيم ابن اسميل ودخلوا تلمسان بدعوة المأمون، واستمرت ولايتها في مشيختهم حتى استقل بها يغمراسن بن زيان.
وهكذا خرجت الجزائر من يد السادة بني عبد المؤمن الى الحفصيين وبني عبد الواد، فكانت ولايتهم بها نحو ثمانين سنة.