وقوس ودرع. وكان البربر يفوقونهم عددا وعددا ولكن تخاذلوا امامهم فاكسب العرب صيتا ملأ قلوب السكان رعبا.
والرعب أهم أسباب الفوز في الحرب.
حصرت الحرب العرب في افريقية، ولم يزل اخوانهم يتواردون عليهم من المشرق، فضاق بهم ما احتلوه من الاوطان، ونتج عن ذلك خراب العمران وسوء حياة السكان. واحصى عليهم الجغرافيون والمؤرخون حتى اقتلاع عود للوقود أو رفع حجر للاثافي.
بقيت الجزائر في نجوة من فساد الهلاليين حتى حالف الناصر بن علناس قبيلة الأثبج وخرج لامتلاك تونس، فاغرى به ابن عمه تميم ابن المعز بقية العرب وكانت وقعة سببية سنة ٤٥٧ فهزم الناصر.
وتبعه العرب الى القلعة.
قال ابن خلدون:"فنازلوها وخربوا جناتها واحتطبوا عروشها وعاجوا على ما هنالك من الامصار مثل طبنة والمسيلة. فخربوها وازعجوا ساكنيها. وعطفوا على المنازل والقرى والضياع والمدن.
فتركوها قاعا صفصفا أقفر من بلاد الجن وأوحش من جوف العير!
وغوروا المياه واحتطبوا الشجر وأظهروا في الارض الفساد" اهـ.
وفي قوله أقفر من بلاد الجن وأوحش من جوف العير مبالغة أجنبية عن أسلوب التاريخ. فان الادريسي تتبع الحملة الهلالية أحسن تتبع ووصف طبنة ومقرة والمسيلة وغيرها بالعمران.
عجزت صنهاجة الغربية أمام الهلاليين كاختها الشرقية. وغلبوا أيضا زناتة بالصحراء. ونشأ عن ذلك فوضى في الوطن. فانقطعت الصلة بين المدن باخافة السبل. وفر الفلاحون من الضواحي. فوقفت التجارة والفلاحة. وانحصرت العمارة والأمن في السواحل شمال قسنطينة حيث لا شر بين العرب والبربر.