حفظت عليهم الحياة الحربية. ولم ترتق الدولة في سلم الحضارة الا في عهد الناصر وابنه المنصور. وما مالوا الى الراحة والدعة الا بعد خروج أهم مواطن زناتة عنهم الى المرابطين.
وأولهم حماد بن بلقين. أعلن استقلاله سنة ٤٠٥ ثم اصطلح مع المعز سنة ٤٠٨ وتزوج ابنه عبد الله أخت المعز، ولم ينقض الصلح حتى توفي بالقلعة في رجب.
قال لسان الدين في الاعلام:"كان حماد نسيج وحده وفريد دهره وفحل قومه. ملكا كبيرا وشجاعا ثبتا وداهية حصيفا. قد قرأ الفقه بالقيروان ونظر في كتب الجدال " اهـ.
قال البكري:"وحدثوا أن حمادا قال ما تداهى احد علي قط ولا خدعني الا امرأة وكعاء من البربر، ذلك ان صاحبا كان لي بالقيروان نشأنا نشأة واحدة ولم يفرق بيننا مكتب ولا مشهد. ولم نزل على ذلك حتى صرت لحه ما أنا فيه، ففقدته: وجعلت افتقده، فلا أجد سببا للوصول اليه".
" فلما نزلت على باغاية وشننت عليها الغارات لم انشب صبيحة ذات يوم ان سمعت النداء يالله! ياللامير! فقلت ما بالك ومن انت؟ فاذا هو صاحبي قد حبسه عني نسكه وغلب على هواه ورع يملكه فاظهرت البشر بمكانه والجذل بشأنه وقلت له والله لو خرجت الي بالامس لحقنت دماء أهل بلدك لحرمتك عندي، فقال القدر غالب، ثم ذكر حاجته وهي ان ابنته فقدت.
"فأمرت القواد فاحضروا جميع ما كان في جيوشهم من النساء.
فعرف ابنته فأمرت بسترها وحملها مع أبيها. فرفعت صوتها قائلة لا ارجع مع احد! اني لا اصلح الا للملوك لان عندي علما لا اشارك فيه. فقلت الا ترينا شيئا من ذلك؟ قالت تأمر بقتل انسان وتحضر