عجيبا- يقر به ان له سلفا في الملك ولقومه بني أميه عصبية من العرب قوية وقد فتحت الاندلس بقواد جدوده وجيوشهم. وفر كذلك من بني العباس عبد الرحمن بن رستم الى المغرب الاوسط. واسس به دولة من قوم لا يتصلون من نسبه بسبب. ولكن يسهل أمره أيضا اتحاده مع أولئك القوم مذهبا وقد عرفوه قبل أيام امامهم أبي الخطاب وعرفوا منزلته لديه. أما ادريس فشأنه اعجب اذ ليس له مع البربر أي سبب. وليس أمره مما تنتجه المصادفات أو يرتفع عن مدارك العقول.
ادريس انما قصد المغرب لعلمه بانحراف أهله عن بني العباس وبعده عن مركز خلافتهم. ولكن هل قصده لمجرد النجاة بنفسه؟ اذن فلم أوغل في المغرب؟ أما كان يكفيه ان يدس نفسه في قبيلة غير خاضعة لولاة القيروان؟
ادريس أكبر نفسا من ان يفر هذا الفرار الى مكان سحيق طلبا للحياة الشخصية. وهو أنبه قدرا من ان يرضي بالخمول وهو أشرف نسبا من أن يدمج نفسه في البربر. وأرى أنه انما قصد المغرب اظهارا للدعوة الطالبية ورجاء في تأسيس دولة علوية اذ ايس من ذلك بالمشرق وانقطعت ثقته بالعرب. وقد رأى العباسيين انتصروا بالفرس فبحث عن شيعة له من البربر.
وقد كان البربر يرتحلون الى المشرق طلبا للعلم وأداء لفريضة الحج ثم يعودون وقد حملوا معهم صورا من نزاعات المشرق السياسية ونزعاته الدينية. وكان من المذاهب الدينية مذهب الزيدية من الشيعة. وهو مذهب ادريس. ومن النزاعات السياسية نزاع العباسيين والطالبيين وكان البربر يتأثرون بكل ما يجري بالمشرق فيجري بوطنهم من الانقسام السياسي والاختلاف الديني مثل ما يجري بالمشرق. فلا بد أن يكون البرب قد عرفوا المذهب الزيدي ولا بد ان