وكان بنو رستم يرومون التوسع شرقا ليرتبطوا ببني جنسهم وأهل مذهبهم. ولكن امامهم دولة بني العباس القوية التي تود سحقهم لولا ان وجودهم لازم لحفظ الموازنة بين دول المغرب. فبنو امية والادارسة يرونهم حاجزا بينهم وبين الاغالبة. والاغالبة عرفوا صعوبة مراس البربر. فضنوا بسلطانهم عن ان يضيعوه في حربهم ارضاء لبني العباس. وبنو العباس ليس لهم بد من ابقائهم سدا في وجوه تلك الدول.
وعلاقة الرستميين مع دولة ماكناسة بسجلماسة حسنة لرابطة الخارجية وتقارب الاباضية والصفرية. وعلاقتهم كذلك مع بني أمية امراء الاندلس. قال البلاذري في كتابه فتوح البلدان:
" وكان محمد بن الاغلب بن ابراهيم بن الاغلب احدث سنة ٢٣٩ مدينة بقرب تاهرت سماها العباسية. فأخربها أفلح بن عبد الوهاب الاباضي. وكتب الى الاموي صاحب الاندلس يعلمه ذلك تقربا اليه به. فبعث اليه الاموي مائة ألف درهم".
وعلاقتهم مع أمراء القيروان تختلف سلما وحربا. ولم نعلم لهم حربا مع الاغالبة بالجزائر. وقبلهم عقدوا سلما مع روح بن حاتم. قال ابن الخطيب في كتاب الاعلام:"وملىء البربر من روح رعبا. ورغب الاباضيون منهم في موادعته". وفي ابن خلدون ان موادعة روح كانت لعبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم سنة ١٧١ ذكر ذلك في موضعين وحرفهما النساخ بما يجعل بينهما اختلافا.
واشتبك الرستميون بالبربر بعدة مصاهرات. فكانت أم عبد الوهاب يفرنية وزوجه لواتية. وهذه سياسة رشيدة. خالفها أفلح ابن عبد الوهالة. فانه خشي من قوة القبائل المجاورة لتيهرت. فعمد الى سياسة التفريق. وبث الجواسيس والمفسذين بين الرئيس