للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم أنفسهم درجات لا يتعدى صنف مرتبته سفرا وحضرا. وذكر صاحب المعجب القبائل التي تلقب بالموحدين ورتبهم حسب درجاتهم هكذا: هرغة ثم كومية ثم أهل تينمل ثم هنتاتة ثم قنقيسة ثم قدميوة ثم من استجاب للموحدين من قبائل صنهاجة ثم بعض بطون هسكورة، قال:

" فهذه جملة قبائل الموحدين المستحقين لهذا الاسم عندهم والذين يأخذون العطاء وتجمعهم الجيوش وينفرون في البعوث. وغير هؤلاء القبائل من المصامدة رعية" اهـ.

وانما خصت هذه القبائل باسم الموحدين لكونها لبت الدعوة قبل فتح مراكش، ورتبوا في الدرجات حسب ترتبهم في اجابة الدعوة.

وكانت الحكومة حافظة لممالكها حامية لثغورها تعاهد من سالمها وتحارب من حاربها لا تنقض عهدا ولا تخلف وعدا، ارتبطت مع جمهورية جنوة بمعاهدة تجارية، واختلف حالها مع ملوك المسيحية بالاندلس سلما وحربا، يعاهدونها اذا ضعفوا وان وجدوا فرصة نقضوا العهد، وكانت مسالمة لاصحاب صقلية، قال صاحب المعجب:

"كان صاحب صقلية يؤدي اتاوة لابي يعقوب، واتصلت اليه منه ذخائر لم يكن عند ملك مثلها " اهـ.

وكانت الحالة الداخلية على غاية من الاطمئنان، فكثرت الاموال وتأمنت الطرق وصلح أمر الناس في البادية والحاضرة وعم الامن والرخاء وكانت الظعينة تخرج من بلاد نول الى برقة وحدها لا ترى في سفرها ما يؤذيها، كل هذا بعدل بني عبد المؤمن وحسن سياستهم.

وبعد الناصر ولي ابنه المنتصر صبيا، فتحكم في الدولة الحاشية،

<<  <  ج: ص:  >  >>