ولد عبد المؤمن بقرية تاقرا من ساحل تلمسان على ثلاثة أميال من مرسي هنين سنة ٤٨٧. وكان والده علي فخارا يعمل النوافيخ، وقيل كان قاضيا. وليس لقبيلته كومية شأن. ونشأ هو فقيرا طالبا للعلم فارتحل الى بجاية. فا تفق ان كان ابن تومرت قد أخرج منها الى ملالة، ووجد له ذكرا، فقصده. والفى بغيته لديه فصحبه واستفاد علمه ثم أستغل جهوده في تأسيس هذه الدولة.
وكان عبد المؤمن أبيض مشربا بحمرة تام القد اجدع تبلغ وفرته شحمة أذنيه أكحل العينين ازج الحاجبين قويم الانف عريضه فصيحا فقيها جدليا اصوليا محدثا اماما في النحو والادب والقراءة ذاكرا للتاريخ وأيام الناس مشاركا في كثير من العلوم الدينية والدنيوية حازما سياسيا مقداما سري الهمة حسن السيرة سخيا مقربا لاهل العلم والادب منفقا لبضاعتهم.
وتوفي عبد المؤمن وترك ستة عشر ذكرا وبنتين. فخلفه منهم ابو يعقوب يوسف. وسار بسيرة ابيه. وأجاز الى الاندلس مجاهدا.
وتوفي بها شهيدا. وعني بالعمران وبناء القناطر والمساجد والمستشفيات.
وكان له أطباء وفقهاء يجالسونه.
وكان يشببه أباه خلقا وخلقا عاقلا ورعا مباشرا أمور المملكة بنفسه. وكان من كتابه أبو الفضل بن طاهر البجائي من أهل العلم والفضل والدين والتقى كان كاتبا بليغا مترسلا. وكتب بعده المنصور ثم الناصر.
وترك أبو يعقوب ثمانية عشر ذكرا. خلفه منهم يعقوب المنصور.
أقام العدل وارجع الولاة والعمال الى أحكام القضاة. وكانت له بالاندأس وقعة الأراك على النصارى سنة ١٩٤ وكان كأبيه وجده علما ودينا وسياسة كثير التواضع يشهد جنائز الفقهاء والصلحاء.