وترك من الذكور اربعة عشر. ولي الخلافة منهم ثلاثة الناصر والعادل والمأمون وخلفه منهم محمد الناصر أمه بنت أبي اسحق بن الخليفة عبد المؤمن، وفي أيامه عظم أمر ابن غانية بافريقية، فولي عليها أبا محمد عبد الواحد بن ابي حفص، وكان ذلك مبتدأ الدولة الحفصية، ثم كانت عليه واقعة العقاب بالاندلس سنة ٦٠٩ وكان غليظ الحجاب لا تكاد تصله الامور، وذلك سبب ضعف الدولة.
وعهد الى ابنه بوسف المنتصر، فخلفه وهو دون البلوغ، وقام بالدولة الحاشية من الموحدين، واوقعوا بني عبد المؤمن في فتنة التنافس على الملك وصاروا لهم كالاتراك لبني العباس، ولم يخرج المنتصر من مراكش حتى توفي. وقد ظهرت زناتة على مسرح السياسة.
وخلفه أخو جده عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، قدمه الموحدون على كراهية منه لكبر سنه وظهور الاستبداد على الخليفة، وكان صالحا فاضلا ورعا ولم يستقم له الامر غير شهرين، وقام عليه العادل ابن أخيه. فخلع وقتل، وكان أول مخلوع ومقتول في هذه الدولة.
وأبو محمد عبد الله العادل هو ابن المنصور، تغلب على الخلافة ثم قتله الموحدون وبايعوا ابن أخيه يحي المعتصم ابن الناصر، واضطربت أموره لصغره واختلال الدولة، فانتقل الى تينملل سنة ٢٦ فدخل عمه المأمون مراكش سنة ٢٣ وبقي يحي بتينملل محاربا للمأمون وابنه الرشيد حتى قتل سنة ٦٣٣.
تغلب على مراكش ابو العلاء ادريس المأمون بن المنصور، وأعلن لعن المهدي، وقتل كثيرا من شيوخ الموحدين العابثين بالخلافة، وسعى في اصلاح الدولة، ولكن عاجلته المنية فمات ولم يحقق أمنيته.