وخلفه ابنه ابو محمد عبد الواحد الرشيد وهو في سن الرابعة عشرة. فكانت خلافته قوة لمنافسي دولته، ولما مات خلفه أخوه أبو الحسن علي الملقب بالسعيد وبالمعتصم، وكان بطلا مقداما بعيد الهمة، لكنه جاء بعد استفحال الداء، وقتل في حربه مع يغمراسن ابن زيان.
وخلفه ابو حفص عمر المرتضى بن اسحق بن يوسف بن عبد المؤمن، وقتله ابن عبه ابو دبوس ادريس الواثق بن ابي عبد الله ابن عمر بن عبد المؤمن، واستولى مكانه حتى دخل عليه بنو مرين وقتلوه في المحرم سنة ٦٦٨.
وبه انقرض أمر بني عبد المؤمن رغم محاولتهم لارجاع سلطانهم، فقد فر الموحدون من مراكش الى جبل تينملل وبايعوا اسحق أخا المرتضى، فقبض عليه سنة ٦٧٤ وجيء به الى يعقوب بن عبد الحق سلطان بني مرين، فقتل في جملة من ابنائه وذوي قرابته، وفي سنة ٧٠٥ ظهر بافريقية عثمان بن ابي دبوس كان بطرابلس، فاستقدمه أحمد بن أبي الليل شيخ الكعوب من سليم، وبايعه واجلب به الى تونس، فقبض عليهما وأودعا السجن، وفي آخر سنة ٧٤٨ بايع العرب أحمد بن عثمان بن ابي دبوس وكان خياطا بتوزر، واجلبوا به على تونس، ثم خذلوه سنة ٤٩ وسلموه لابي الحسن المريني المستولي يومئذ على تونس فاعتقله. وانقطع أمل بني عبد المؤمن في احياء دولتهم.