ستة وثلاثين ألف سفر، هذه عناية مؤسس الدولة فما بالك بمن بعده؟ وذكر ابن ابي زرع ان سانجة ملك الاسبان وفد سنة ٦٨٤ على يعقوب ابن عبد الحق يخطب سلمه فصالحه على ان يبعث له بما في بلاده من كتب المسلمين، فبعث اليه بثلاثة عشر حملا.
وقد ابتنى سلاطين هذه الدول المدارس ووقفوا عليها الاوقاف.
وجعلوا من مجالسهم حظا لمناظرة العلماء بين أيديهم، واتخذوا الاطباء والمفاتي والشعراء فنهضوا بجميع فنون العلم وظهرت المؤلفات في مختلف المواضيع، وقلد المغاربة الاندلسيين في موسيقاهم وموشحاتهم وأزجالهم، فاحسنوا التلقيد.
وانشأ بتلمسان مدارس ابو حمو الاول وابنه ابو تاشفين وابو حمو الثاني وابنه احمد العاقل، وانشأ خامسة بالعباد ابو الحسن المريني، واول مدرسة أسست في الاسلام كانت بنيسبور اواخر القرن الرابع، واول من عمم بناء المدارس في المدن الوزير نظام الملك المتوفي سنة ٤٨٥.
وذكر ابن خلدون في المقدمة صناعة التعليم، فاستحسن تعليم تونس وبجاية وتلمسان، وانتقد تعليم فاس بأنه لا يكسب ملكة ولا يفتق لسانا ولا يقرب مطلوبا.
قال الغبريني في ترجمة ابي بكر بن سيد الناس الاشبيلي نزيل بجاية المتوفي بتونس سنة ٦٥٩:" كان اذا قرأ الحديث يسنده الى النبي (ص) ثم يأخذ في ذكر رجاله من الصحابي الى شيخه كل واحد باسمه ونسبه وصفته وولادته ووفاته وحاكايته ان عرفت له ثم يشرح الحديث ويتعرض لما فيه من فقه وخلاف عال ودقائق ورقائق، كل ذلك بفصاحة لسان وجودة بيان " اهـ.
ووصف اقراء ابي القاسم ابن اندراس المرسي نزيل بجاية المتوفي