بتونس سنة ٦٧٤ لكتب الطب، فقال:"وكانت الابحاث في كل ذلك جارية على القوانين النظرية والاستدلالات الجلية" اهـ.
وانتقد القاضي ابو عبد الله المقري التلمساني المتوفي بفاس سنة ٧٥٩ تعليم زمانه فنقل عن شيخه الابلي قوله:" انما أفسد العلم كثرة التواليف وانما أذهبه بنيان المدارس". وشرحه بما محصله ان كثرة التآليف تجعلها سهلة التناول، فتضعف الرغبة ويقل التحصيل، وحياة المدارس يأباها كبار العلماء. فيخسرهم الطلبة، ثم قال:"وقد اقتصر أهل هذه المائة على حفظ ما قل لفظه ونزر حظه، وافنوا أعمارهم في فهم رموزه وحل لغوزه. ولم يصلوا الى رد ما فيه الى اصوله بالتصحيح فضلا عن معرفة الضعيف من ذلك والصحيح" اهـ.
ومن أراد الوقوف على الكتب المقروءة يومئذ فعليه بمجاميع الاسانيد. وقد ذكر الغبريني طائفة منها آخر عنوان الدراية. ولا نقر الابلي على انكار فضل المدارس. فان التعليم لم يكن قاصرا عليها حتى يخسر الطلبة مواهب من لم يوظف بها. وما دام التعليم الحر في الامة فلن يضيرها التعليم الحكومي.
وفحول العلماء ونبغاء الادباء بهذه القرون السابع والثامن والتاسع متفرقة أخبارهبم في الرحلات وكتب التراجم والسير.
والاسفار عن مبلغ المعارف في هذه الاعصار يحتاج الى أسفار.
ناهيك بوسط يخرج أمثال لسان الدين بن الخطيب وعبد الرحمن بن خلدون وابي جبان النحوي وابن عصفور واكثر ايمة العلوم انما هم من أهل هذه القرون.
انجبت تنس مثل ابراهيم بن يخلف الذي استقدمه يغمراسن مرارا الى تلمسان وبلغه وفادته عليها ذات يوم فركب اليه بنفسه ورغبه في المقام لديه. واقطعه اقطاعات. قال العبدري: "وكان شيخنا