احكامهم الى قائد عسكره وكتب الى منصور بالعفو عنهم ففتحوا أبواب المدينة لمنصور وعسكر بجاية وبعد ان ثبتت قدم منصور في بسكرة أجلى بني رمان عنها كما أجلوا قبل أولاد جرير. وكما تدين تدان.
اعجبت حكومة بجاية بصدق طاعة منصور وحسن ادارته.
فأضافت له ورقلة ووادي ريغ والحضنة وجبل أوراس، وبقيت كذلك لخلفه فامارة بني مزني تمتد من ورقلة جنوبا الى المسيلة ونقاوس شمالا ومن الدوسن غربا الى بادس شرقا، ودخلت مواطن عياض وسدويكش في هذه الامارة ايام منصور خاصة.
ولهذه الامارة مواصلات تجارية مع أهالي السودان وما حولها من الاوطان ولتوسطها بين الصحراء والتل جمعت بين خواصهما: تجد فيها النخيل والزيتون والابل والبقر وتحسن بها تربية المواشي وفلاحة الحبوب والثمار. فكان أهلها أغنياء، وامراؤها تشبه ثروتهم ثروة الملوك.
قال العياشي في رحلته:"وبسكرة من أعظم المدن وأجمعها لمنافع كثيرة مع توفر اسباب العمران فيها، قد جمعت بين التل والصحراء ذات نخيل كثير وزرع كثيف وزيتون ناعم وكتان جيد وماء جار في نواحيها وارحاء متعددة تطحن بالماء ومزارع حناء الى غير ذلك، وبالجملة ما رأيت في البلاد التي سلكتها شرقا وغربا أحسن منها ولا أحصن ولا أجمع لاسباب المعاش " اهـ.
وذكر ان عام ستين والف كان عام وباء وانه مات به في بسكرة نحو من سبعين الف نفس، وهذا يرشد الى مبلغ عمرانها بعد بني مزني بأكثر من قرنين ونصف قاست فيها الوانا من الشر وضروبا من الفتن فكيف يكون عمرانها ايام سعادتها وهنائها تحت بني مزني؟