خالد بن أبي زكرياء المنتخب واستمال اليه بعض رياح فمال اليه علي ابن أحمد منافسة لاخيه ابي يحي، وسليمان بن علي منافسة لعطية ابن سليمان وخشي سعادة من الاقامة في طولقة، فابتنى بضواحيها زاوية انتقل اليها بمريديه.
ثم زحف سعادة الى بسكرة سنة ٧٠٣ وسنة ٧٠٤ وحاصر بها منصورا فامتنعت عليه أولا وثانيا. وانحدرت رياح الى مشاتيها سنة ٧٠٥ فبقي في قل من مريديه. ومع ذلك حاصر مليلي، فصبحه بها منصور في جند الدولة ورياح وبعد جولة استشهد سعادة.
نعي سعادة الى السنية بمشاتيهم. فصعدوا الى الزاب برئاسة ابي يحي بن احمد وزحفوا الى بسكرة مررا. وقطعوا نخيلها وأحرقوا عمال الدولة بالنار فصرخ منصور في أوليائه من الذواودة فلبوه وعقد على الجند لابنه علي ومعه علي بن أحمد على رياح. وكانت المعركة بالصحراء سنة ١٣ فقتل علي بن منصور. واسر علي بن أحمد. فأطلقه عيسى بن يحي لمكان أخيه، وعظم أمر السنية بعد هذا الانتصار.
ثم هلك ابو يحي وعيسى، ت يحي وكاد أمر السنية ينحل فاتفقوا على استدعاء عالم يقيم لهم أمر الدين ويجمع كلمتهم واختاروا الفقيه أبا عبد الله محمد بن الازرق من فقهاء مقرة. أخذ على ابي محمد الزواوي كبير شيوخ بجاية. فارتحل اليهم. ونزل على حسن بن سلامة. ووالاهم ابو تاشفين الاول اضعافا للحفصيين الذين كان معهم في حرب. فصار يبعث اليهم بالهدايا ويخص عالمهم ابن الازرق بجائزة معلومة كل سنة.
وخلا وجه رياح لعلي بن أحمد بموت أخيه. فقاتل هؤلاء السنية مرارا ثم هلك حسن بن سلامة. واستدعى ابن مزني الفقيه ابن الازرق لقضاء بسكرة ليقضي على دعوة سعادة. فأجابه. وطويت صحيفة السنية.