الخلافة أياما، وتدعو للحفصيين أو المرينيين أخرى الى أن ظهر على مسرح السياسة الجزائرية الاسبان والاتراك. فاختلفت ايديهم على هذه الدولة كل يجذبها لحمايته.
وحكومتها ملوكية استبدادية مطلقة غير جارية على قواعد سياسة الخلافة كالحكومات المعاصرة لها شرقا وغربا، وسياستها مع جارتيها الحفصية والمرينية عدائية كسياستهما معها. وقد أوصى يغمراسن ابنه عثمان بمسالمة مرين لقوتهم واتقاء مقابلتهم بالانحصار، وانتهاز الفرص في ممالك الحفصيين واتخاذ بعض الثغور الشرقية موئلا لحفظ دخائر الحكومة. وعلى هذه الوصية سارت الحكومة الا انها عجزت عن اتخاذ معقل بالمشرق لصعوبة بجاية عليها. فاتخذ ابو حمو الثاني من الصحراء معقلا.
ومد بنو الاحمر ملوك غرناطة ايديهم الى يغمراسن لما خشوا من مزاحمة مرين لهم بالاندلس وان يعيدوا معهم مأساة ابن عباد، فاستمرت العلاقات بين الحكومتين حسنة. وكان أبو حمو الثاني يمد أهل غرناطة كل سنة، بالزرع والمال والخيل، وييسر لهم اسباب وسق الطعام. ويرى ذلك من الجهاد ويحمل عليهم حديث الطائفة التي لا تزال بالمغرب ظاهرة على الحق. وفي ذلك يقول لسان الدين الخطيب:
لقد زار الجزيرة منك بحر ... يمد فليس نعرف منه جزرا
اعدت لنا بعهدك عهد موسى ... سميك. فهي تتلو منه ذكرا
أقمت جدارها وافدت كنزا ... ولو شئت اتخذت عليه أجرا
وكانت الحكومة ترفع منازل الاشراف والفقهاء وتداري الاعيان من رؤساء القبائل والتجار واشباههم، وتجري في سياسة العامة على