للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الحكماء: "العامة اذا قدرت ان تقول قدرت ان تصول " فتضؤب بين زعماء القبائل ليكونوا في حاجة اليها وتأخذ من ابنائهم رهنا على الطاعة واتخذ لهم أبو حمو الاول عصبة واذن لهم في النكاح والبناء واختط لهم المساجد جمعوا فيها للجمعة ونفقت بها الاسواق والصنائع قال ابن خلدون:

" فكانت تماثل بعض الامصار العظيمة وهي من أغرب ما حكي عن سجن " اهـ.

ومالية الحكومة تجمع من المغارم المفروضة على الرعية ومن الغنائم الحربية فان هذه الحكومات المتعاصرة لا تبالي- على اسلامها- بأخذ ما غلبت عليه من أموال محاربتها. وتوزع في مصالح الحكومة وجوائز الأعيان وعطاء الموظفين ورزق الجند، وكانت تطبع السكة. وكتبت فيها بعد انتهاء الحصار: "ما أقرب فرج الله! " ولها نفائس تذخرها مما يخف حمله وتعظم قيمته غنم يغمراسن أهمها من الخليفة السعيد الذي قتله بتامززدكت. منها الثغبان عقد منتظم من خرزات الياقوت الفاخرة والدرر. يشتمل على مئتين كثيرة من حصبائه. وأعظمها مصحف عثمان بن عفان (ض) يقال ان عبد الرحمن الداخل حمله من خزائن قومه الى الاندلس ثم صار الى المرابطين ثم الموحدين. وحديث المصحف طويل يطلب في نفح الطيب. وقد أخذه والثعبان في نفائس ابو الحسن المريني لما استولى على تلمسان.

وللحكومة جند مؤلف من أربعة أقسام، تستعين بمجموعهم في حروبها وتدرأ أقسامهم بعضها ببعض الاول الخاصة، وهم من وجوه القبائل، ومنهم قواد بقية الاقسام، والثاني القبيل، وهم بنو عبد الواد قرابة الملك، ورئيس فرقتهم يدعى شيخا، والثالث الانصار، وهم نخبة من الجند يكونون محدقين بالملك في الحرب، والرابع

<<  <  ج: ص:  >  >>