المماليك، وهم اخلاط من السودان والاعلاج وغيرهم، ولكل قسم رايات يمتاز بها، ولهم أعطية حسب اقدارهم الا المماليك فحسب حاجتهم لقوتهم ونفقة عيالهم وعلف مركوبهم، وللملك ايام في السنة يستعرض فيها الجند، ويتفقد العدد الحربية، ويرقي من يستحق الارتقاء.
وكان يغمراسن قد استخدم جند النصارى الذين كانوا مع السعيد في وقعة تامززدكت وهم زهاء ألفي فارس، ورفع من قدرهم حتى استعجل أمرهم واجمعوا قتله لما استعرض الجند بباب القرمدين سنة ٦٥٢ فشعر بهم، وقتلوا أخاه وأحاطت بهم الدهماء من الجند والرعية، فاستلجموهم، ولم يستخدم بعدها جند النصارى بهذه الحكومة.
ويقسمون الجيش عند التبعية الى مقدمة امام الملك او نائبه وميمنة عن يمينه وميسرة عن يساره وساقة يكون الملك فيهم ويسمون أيضا قلبا وأهل الدخلة، ومنهم من يجعل الاقسام خمسة ويباين بين القلب والساقة، وبذلك سمي الجيش خميسا.
ولم يكن ملوك آل زيان يتلقبون بألقاب الخلفاء كالمنصور والمستعين الا بعض ذرية ابي حمو الثاني، وكانوا يلون الامر بالبيعة الشرعية الا ابا تاشفين الاول وسميه الثاني وأكثر ذرية ابي حمو، فانهم تغلبوا على الامر بقوة عصبية أو مدد خارجي .. والملك مصدر كل السلط. وولي عهده رديفه ومظهر سلطانه ونائبه في قيادة الجيوش. وله حاشية وبطانة ربما نافست بطانة الملك. فافضت الحال الى منافسة ولي العهد للملك نفسه، وللملوك وزراء وحجاب وكتاب وأصحاب اشغال وقضاة بالحضرة ومفاتي يبينون لهم ما أشكل عليهم من الاحكام ويتعهدونهم بالموعظة وقواد وعمال وأصحاب شرطة.