للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالوزير واسطة بين الملك والعامة ومعينه بالرأي ونائبه في قيادة الجيش ان لم يركب هو ولا ولي عهده. والحاجب هو صاحب الباب يأذن بالدخول للملك عن أمره. ويلقب بلسان زناتة المزوار.

والكاتب يعرض على الملك كل يوم ما ورد من الرسائل ويتلقى أوامره بالجواب عنها وبعقد الولايات وغيرها من شؤون الحكومة.

وصاحب الاشغال له النظر المطلق في الدخل والخرج. والعمال نوابه في الجهات يؤدون اليه جبايات أعمالهم ولكن توليتهم من الملك.

والقواد رؤساء فرق الجند. وصاحب الشرطة يتولى النظر في التهم على الجرائم ومباشرة تنفيذ الحكم على أهلها.

فالحكومة الزيانية تتألف من عناصر السيف والقلم والمال والعلم. فمن مشاهير رجال السيف غير بني زيان هلال القطلوني وموسى بن علي الكردي ويحي بن موسى السنوسي وعبد الله بن مسلم الزردالي وبنو مقن.

فاما هلال فعلج اهداه ابن الاحمر الى عثمان الاول. وصار الى ابي حمو. فاعطاه وولده ابا تاشفين، فكان من خواصه ومن كبار المغرين له بابيه. فلما قتله ولاه حجابته، وكان مهببا فظا غليظا استولى على أمر السلطان وزحزح منافسيه عن مناصبهم، ثم أخذ السلطان يخفض من صوت صولته حتى عزله سنة ٢٩ واعتقله الى ان هلك سجينا قبيل فتح ابي الحسن تلمسان.

واما موسى فمن بيت نبيه في الاكراد، فروا أمام التتر، ونزلوا على المرتضى بمراكش، فأكرم مثواهم، وبعد دخول مرين مراكش تفرقوا في تلمسان وتونس، وبقي جمع منهم مع مرين، ونشأ موسى هذا بين حرم السلطان يوسف حتى اذا نزل محاصرا لتلمسان أغضبه ذات يوم، فلحق بعثمان الاول. فعرف فضله، وبالغ في اكرامه،

<<  <  ج: ص:  >  >>