للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتولى قيادة جيوش ابي حمو، وثبت ابا تاشفين لما دهش لمقتل أبيه.

واخذ له البيعة، وشقي بهلال الذي أغرى به السلطان فنفاه الى غرناطة، ثم استقدمه وولاه حرب بجاية، واتهمه بالتقصير فعزله سنة ١٧ ولحق بسليمان ويحي ابني علي بن سباع بن يحي، ثم استقدمه وسجنه بالجزائر، فلما سخط هلالا ولاه مكانه واخرجه من ذل السجن الى عز الحجابة، ولم يزل عزيزا حتى هلك مع سلطانه يوم الفتح. ونجا ابنه سعيد من الملحمة جريحا. فعفا عنه ابو الحسن.

وكان له من بعد ذكر بالحكومة الزيانية.

واما يحي بن موسى فمن بني سنوس بطن من كومية كانوا في حلف بني كمي من عبد الواد. وخدموا يغمراسن. وظهر فضل يحي هذا أيام الحصار الطويل. فولاه ابو حمو مراقبة الحرس الليلي وضبط الابواب وقسم القوت بمقدار على المقاتلة: وكان له اقدام في الحرب. فرفعت منزلته بعد الحصار. واستعمله ابو تاشفين الاول بشلف. ثم ولاه عمل القاصية وحرب بجاية بعد عزل الكردي. وكان هذا العمل من دلس الى لمدية. ولما نزل ابو الحسن على تلمسان بايعه. فرفع مجلسه وهلك بعد الفتح.

واما الزردالي فكان قومه أخوة عبد الواد من بني بادين.

واندرجوا فيهم لقلتهم. وكان عبد الله هذا مشهورا بالبسالة والاقدام. فاعجب به ابو الحسن بعد دخوله تلمسان. فبعثه الى درعة. وولاه بها أبو عنان. فاستألف عرب المعقل. وقطع الثوار. وقبض على أبي الفضل الثائر هناك. وبعث به الى أخيه ابي عنان. فقتله.

فلما ملك أخوهما ابو سالم خشية عبد الله. فلحق بابي حمو الثاني في ثروة من المال وعصبة من العشير واولياء من العرب. فقلده لحينه وزارته. وفوض اليه تدبير ملكه. ولم يزل في عظمته حتى توفي بالوباء سنة ٧٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>