واما مقن فهم أخوة بني زيان من أولاد طاع الله. استوزر منهم يغمراسن يحي بن مقن، ثم أخاه عمروش، ومات سنة ٣٦ فخلفه ابنه عمر. ونفي يحي وابنه الزعيم الى الاندلس. ثم عادا اليه فاستعمل الزعيم بن يحي على مستغانم سنة ٨١ وما كاد يستقر بها حتى ظاهر مغراوة. وثار على يغمراسن فحاصره حتى دخلها ونفاه ثانيا الى الاندلس، فلحق به أبوه يحي. وبقي أخوه علي بن يحي بتلمسان. وله ابن علمه داوود صار كبير مشيخة بني عبد الواد وصاحب شوراهم. وولد لداوود يحي. فكان وزير عثمان الثاني.
ومن مشاهير رجال القلم ابو بكر محمد بن عبد الله بن داود بن خطاب ومحمد بن عمر بن خميس ويحي بن خلدون، فاما ابن خطاب فهو مرسي اندلسي، وفد على يغمراسن مع جالية شرق الاندلس، فاستكتبه، وصدرت عنه رسائل في مخاطبات خلفاء مراكش وتونس تنوقلت وحفظت، واستقدمه المستنصر الحفصي وبعث اليه بمال، فرده عليه، وأقام بتلمسان على خطته الى أن توفي يوم عاشوراء سنة ٦٨١ قال في الاحاطة:"كان كاتبا بارعا شاعرا مجيدا له مشاركة في أصول الفقه وعلم الكلام وغيرهما " اهـ.
واما ابن خميس فتلمساني، استكتبه عثمان الاول، ثم انتقل الى غرناطة فقتل بها سنة ٧٠٨ وكان شاعرا مجيدا طويل النفس، أثنى عليه العبدري في رحلته على شحه بالثناء، وروى له قصائد، وشعره كثير.
واما يحي فأخو المؤرخ الكبير استكتبه ابو حمو الثاني، والف في دولته بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، وكاد كاتبا شاعرا، له قصيدة في السيف والقلم ومراسلات مع لسان الدين بن الخطيب، وقتله ابو تاشفين في رمضان سنة ٧٨٠ لمماطلته بعقد ولاية وهران، وكانت المماطلة عن أمر ابي حمو.