وبنيه فجمع ثلات الاف ولد كأنهم أبناء ليلة واحدة جمعهم من المصادمة وغيرهم. وأخذهم يحفظ كتاب الله وحفظ الموطأ وكتاب ابن تومرت ورباهم على ركوب الخيل والرمي والسباحة ببحيرة صنعها خارج بستانه بمراكش. وكانت نفقتهم وخيلهم من عنده. فلما أكمل تأديبهم على ما اراد عزل بهم أشياخ الموحدين. وقال لهم العلماء أولى منكم.
فسلموا لهم الامر. وظهر من أبنائه ثلاثة عشر ولدا على تلك الصفات.
فأشار عليه أشياخ الموحدين بتقديمهم للاعمال. فتظاهر بالامتناع حتى ألحوا عليه فولاهم على الاقاليم. وذلك سنة ٥٤٩ وفيها عهد بالامر من بعده لابنه محمد بعد ما دس الى رؤساء من العرب كان قد أحسن اليهم ان يطلبوا منه ولاية العهد لاحد أبنائه. وكان ولي عهده أبا حفص عمر الهنتاني جد الحفصيين. فلما طلبوا منه ذلك أنكر عليهم. وشعر ابو حفص بسر القضية. فخشي على نفسه وخلعها من ولاية العهد. وفيها ثار عليه عبد العزيز وعيسى اخوا المهدي لما رأياه من تقديم أبنائه. وكان هو بسلا وهما بفاس. فلحقا بمراكش.
ودخلاها وقتلا نائبه بها. فارسل أثرهما وتوجه نحو مراكش. فقتلا وقتل كل من شاركهم في الثورة.
وفي سنة ٥٥٧ قدم على عبد المؤمن قومه كومية في أربعين الف فارس. وكان هو الذي استقدمهم تم تجاهل سبب قدومهم تسكينا للمصامدة وتمويها عليهم وقرب موته عزل ابنه محمدا من ولاية العهد.
وجملها لابنه يوسف فلها مات لم يبايع يوسف ابو حفص الهنتاني الى سنة ٥٦٣ ويومئذ تلقب يوسف بأمير المؤمنين لما تم له الامر بمبايعة أبي حفص.
وهكذا تأسست دولة الموحدين واخرج عبد المؤمن الامر من شيوخ مصمودة الى ابنائه وكانت عاصمتهم مراكش ولم يعرف المغرب