وليها عروبة بن يوسف الكتامي سنة ٢٩٨ بعد قتله للشيعي.
واتصل بعمل تاهرت. وكان اخوه حباسة من أعظم القواد. وولي عمل برقة. ثم قتله المهدي سنة ٣٠٢ فغضب عروبة لقتله. وثار في أوليائه من كتامة وغيرهم. فجهز له المهدي مولاه غالبا. فقتله وقضى على ثورته من سنتها.
وفي سنة ٢٣١ انعقد بجبل اوراس مؤتمر للثورة. فبايعوا ابا يزيد مخلد بن كيداد. وتلقب شيخ المؤمنين. وحارب العبيديين.
وحصرهم بالمهدية. واستولى على سائر افربقية والمغرب الاوسط.
ثم أساء السيرة. فضجت منه الامة. وخذلته. فتغلب عليه العبيديون. وقوام هذه الثورة عداوة الامة لمذهب الحكومة. ونفار القبائل من تحكم كتامة، وظهور دعوة الامويين بالمغرب الاوسط.
وهذا ابو يزيد أصله من الجريد. ونسبه في بني واركو من يفرن. كان ابوه يختلف بالتجارة الى السودان. فاشترى بتادمكت امة. تدعى سبيكة. فحملت منه بابي يزيد. وكان أعرج وعمره. يوم ثار ستون سنة. وبه علل كثيرة. ونشأ فقيرا مشتغلا بالعلم والادب. واخذ برأي النكار من الاباضية. وعني بتعليم الصبيان.
ورزقه من صدقات الناس. ثم أخذ في الطعن على الحكومة. فضيقت عليه وخشي الناس مجالسته. فهجروه. فخرج من توزر الى أوراس.
ونزل على بني كملان من هوارة. فايدوه على الثورة. وصحبه ابو عمار الاعمى بن عبد الله الحميدي من مقدمي الاباضية.
قام ابو يزيد بدعوة عبد الرحمن الناصر الاموي. وسمى الملازميين له من اتباعه العزابة، ومن بايعه وانصرف عنه عدة المسلمين، وتظاهر أول أمره بالزهد. فكان يلبس من خشين الصوف جبة قصيرة ضيقة الكمين وقلنوسة. ويركب حمارا اشهب أهدي له بمرماجنة. فدعي لذلك صاحب الحمار. وبهذه الظاهر السياسية