والدينية جذب عامة الناس اليه. فانضاف اليه محمد بن خزر واخوه معبد، واجتمعت اليه هوارة وزناتة ونفوسة وغيرها.
ولما اعجب بكثرة جموعه وثمل بانتصاراته انتقل الى ركوب جياد الخيل ولبس الحرير والديباج واستباحة الفروج والدماء وكانت عساكره تأتي انواع المناكر من سلب ونهب واغتصاب حريم حتى انهم ليبقرون الحوامل ويشقون بطون الرجل عسى أن يكون بها مال ابتلعوه. ولا تسأل عما تحدث هذه الافاعيل من ذعر وخراب. ولما عوتب عن تنعمه بعد تقشفه تلا قوله تعالى:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} الآية. ولما شكي الناس اليه ما اصابهم من عساكره انشد:
اذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر
فكان ذلك مما زوى قلوب الناس عنه واضاع عليه ثمرة انتصاراته.
وكان ابتداء هجوم ابي يزيد في سنة ٣٢ فنزل من اوراس الى باغاية، فحاصرها، ولم يقدر على فتحها، فرأى ان يوسع نطاق الثورة ليفرق عنه قوة الحكومة، فأثار بني واسبن فحاصروا توزر سنة ٣٣٣ ودخل حميد بن يصل تاهرت، وفتح هو صلحا تبسة ومجانة ومرماجنة. ثم استولى على الاربس وسبيبة وباجة وتونس ورقادة والقيروان وسوسة، كل ذلك أثناء عام ٣٣٣ وتقدم فحاصر المهدية.
وأفرج عنها في صفر سنة ٣٤ وكان ابنه أيوب بباجة لحشد الناس. وخرج عامل المسيلة علي بن حمدون لانجاد المهدية في جموع زواوة وكتامة فمر بقسنطينة والاربس. والتقى بايوب على باجة، فهزمه ايوب.
وتردى به فرسه، فهلك، ثم هلك محمد القائم بعده باشهر. وخرج اسمعيل المنصور لحرب ابي يزيد، فاخرجه عن افريقية. ورام باغاية. فاغلقت في وجهه، ولفظته البلاد، وتوجه المنصور مغربا