أثره في ربيع الاول سنة ٣٥ فمر بسبيبة فرماجنة فملاق فباغاية فبلزمة فنفاوس فطبنة، وأقام بها اياما فرق فيها الاموال وتفقد احوال الجند. ثم سار الى بسكرة، وبها ابو يزيد، ففر منه، ثم انقلب الى مقره، وأفاض بها من احسانه على الناس استمالة لهم. وكاتب زيري بن مناد وماكن بن سعد، واهدى اليهما من التحف والطرف والاموال الجمة والكسي الفاخرة ما جد بهما به اليه فحشدا له من صنهاجة وعجيسة كل ما قدرا عليه. ووصلا بتلك الحشود اليه.
وانتقل المنصور من مقره الى المسيلة. فوفد عليه رسول محمد بن خزر بطاعته. فاكرمه وأركبه فرسا من افراسه بسرجه ولجامه.
ووصله بعشرة آلاف دينار. ثم خرج في طلب ابن يزيد الى جبل سالات (بشد لام ألف) وانقلب الى مواطن كصنهاجة. فنزل سوق حمزة. وجاءه زيري بن مناد في رجال صنهاجة. فأجزل صلتهم.
وخرج الى وادي لعلع. فمرض به نحو شهرين. وخالفه ابو يزيد الى المسيلة فأخذ المنصور اليه السير. فاجفل امامه الى جبل كيانة.
واقام المنصور بالمسيلة. ووجه مواليه الى سطيف وميلة لاستنفار الناس. وجاءه رسول الخير بن محمد بن خزر في نحو مائة فارس بانه أقام دعوته بمدينة الاغواط وسائر عمله. وطلب منه ان يبعث بالخطبة والسكة ليضربها على اسمه. فاكرم الرسل وردهم بمطلوبهم. وحملهم رسالة ليأمر الخير بن محمد زناته بالاختلاف الى المسيلة والقيروان بالاطعمة وغيرها وانه لا يمنعهم شراء السلاح ولا يكلفهم قبالة ولا مغرما.
انحصر ابو يزيد بجبل كيانة وهو قلعة بني حماد، وكان الطعام يأتي اليه من بنطيوس وغيرها. فكتب المنصور الى زناتة بالاغارة عليهم فانقطعت عنه الميرة، وتقابل الجمعان في شعبان بفحص باتنة، وهي قرية كانت تدعى أدنة بينها وبين المسيلة اثنا عشر ميلا، وليست