دونيس الفرصة متأتية. فانقض على جنود حملقوق. وهزمهم برا وبحرا. وانتهى الدور الثاني لهذه الحروب بعد اتفاق بين المتحاربين يقضي بخروج قرطاجنة من جميع جزر صقلية. اضطرت قرطاجنة الى هذا الاتفاق لما كان بوطنها من ثورات البربر التي صيرت قرطاجنة في أضيق حال.
٣ - انجلت عن قرطاجنة أزمة الثورة. فعادت الى حرب صقلية. ووجهت اليها جيشا بقيادة ماغون. فطالت الحرب بين الفريقين. وتوفي ماغون. فخلفه ابنه ماغون. ثم توفي دونيس سنة (٣٦٣) وخلفه ابنه وسميه ايضا. واخيرا ظن ماغون الثاني انه مغلوب ففر الى قرطاجنة وقتل نفسه اتقاء من تعذيب دولته له. ولا اعجب من حال من يفر من الموت الشريف وهو مظنون ويقتل نفسه بعد ما جر لدولته عارا لانهزام. وبعد ماغون في سنة (٣٤٠) وجهت قرطاجنة جنودا اخرى لصقلية بقيادتي حنبعل وهملكار. فانهزموا ايضا على كثرتهم. وتم الدور الثالث بعد اتفاق بين المتحاربين لفائدة صقلية. وذلك سنة (٣٣٨).
٤ - كان رجل يدعى أغاثوقليس من بيت وضيع. ولكنه قوي الإرادة طموح الى المعالي. فانتهز فرصة وجود هملكار بصقلية. واستعان به على ان يكون ملكا بسرقوسة. فاعانه بعد ما حلف له ايمانا على مسالمته لقرطاجنة. وانتصب ملكا بسرقوسة سنة (٣١٩).
وبعد وفاة هملكار رأى أغاثوكليس أنه في حل من ايمانه. فهجم على ما تحت يد قرطاجنة بصقلية. فوجهت اليه جيشا جرارا يقوده هملكار بن جسقون. وانتصرت عليه انتصارا غزيرا. وتقدم الجيش الى سرقوسة فحاصرها. ورأى أغاثوقليس موقفه حرجا. فتخلص بنقل الحرب الى أفريقية. بعد ما حرض السرقوسيين على الثبات ودبر مكيدة ابعد بها سفن قرطاجنة عن مرسى سرقوسة وركب اسطوله