لما بلغ حنبعل قرطاجنة تقوت به القاوب بعد الضعف. ولم يقبل الصلح. وعاد إلى الحرب. فوقعت بينه وبين سبيون معركة زامة. مات فيها من الرومان عدد كبير. ولكن خيالة نوميديا كانوا مع سبيون فكان الغلب له. وعاد حنبعل الى قرطاجنة آيسا من ربح الحرب راضيا بالصلح. وكانت معركة زامة هذه خاتمة الحرب البونيقية الثانية، عقد المتحاربان بعدها هدنة الى ثلاثة أشهر. ثم اتفقوا سنة (٢٠١). على مواد الصلح الآتية:
١ - سراح الاسرى الررمان من غير فداء.
٢ - تسليم قرطاجنة في جميع أفيالها للرومان.
٣ - تسليمها لهم جميع سفنها إلا عشرا.
٤ - يبقى لها تحت يدها من التراب ما عدا الجزر.
٥ - تدفع لهم غرامة مالية. قدرها ابن خلدون بثلاثة آلاف قنطار من الفضة (١) وقدرها غيره من مؤرخي الافرنج بأربعة وخمسين مليونا فرنكا، وهي منجَمَة:.قال مرسيي على عشر سنوات، وقال ماليت على خمسين سنة.
٦ - تعترف بسلطنة مصينيسا على مصيليا، وقاعدته قرطة، وتتعهد بأن لا تحاربه.
٧ - لا تجند جندا إلا برخصة من رومة.
٨ - لتنفيذ هذه المواد تأخذ رومة مائة من أبناء قرطاجنة رهنا.
تم الصلح على هذا الوجه. وأخذ سبيون خمسمائة سفينة أحرقها بميناء قرطاجنة. ورد عليه أربعة آلاف أسير. وعاد الى رومة ظافرا منصورا.