للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصيبسا ويوغورطا ملوكا على ما بين طرابلس ومراكش، وقد يمتد حكم بعضهم الى المحيط الاطلانتيقي.

وقد بلغ من عظمة ملوك البربر أن كانوا احدى العوامل في سقوط قرطاجنة، وغصت بهم رومة رغم اتساع بلعومها لكثير من الاوطان.

وقد كان هؤلاء الملوك يحبون الاستبداد بالسلطة والاستقلال بالإرادة والادارة، لذلك أسلموا قرطاجنة للسقوط وقاوموا رومة حينا من الدهر.

ولملوك البربر نواب في مختلف الجهات يسمون ملوكا أيضا. ويرسلون للمدن عمالا. ومن المدن ما منحوها الاستقلال، ونظمت حسب نظام المدن القرطاجنية، وكان لها قضاة كقضاة مدن قرطاجنة الذين يعرفون بالاشفاط SUFFETE. ومنحت تلك المدن حق ضرب النقود، فكتبت عليها باللسان الفينيقي.

والحكومات البربرية وراثية محصورة في بيوت منهم سواء في ذلك الملوك ونوابهم.

وقد كان بقرطة تجار وعملة من الاغريق والايطاليين. وكان نطاق العمران متسعا. ولكن شمال قرطة كان أوفر حظا. فكانت المدن بتلك الناحية كثيرة عامرة. وتوجد مدن عامرة أيضا وهي في الجنوب منها تفيست، وقد بلغ من عمرانها وكثرة سكانها أنها في سنة (٢٥٠) ق. م تمكنت من اعطاء ثلاثين ألفا من رجالها رهنا على الطاعة لقائد قرطاجني.

وانتشرت الفلاحة على يد مصينيسا. وكثيرا ما مون ملوك نوميديا جنود الرومان بالقمح والشعير في حروبهم بالمشرق أو باسبانيا أو بجزيرة دانيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>