هذين الملكين (يرباص وهيمصال) ثالثا يدعى ماصنته. كان على ناحية سطيف. وكانوا كلهم تحت نظر رومة. وكانت غايتهم جميعا تهيئة الأمة لحكم نفسها بنفسها. وكان الجيتوليون مستقلين تحت سادات من عظمائهم".
وعليه فان حكومة هؤلاء الثلاثة لم تتناول جهة الصحراء. فالجيتوليون الذين كانوا خضعوا ليوغورطة، وحاربوا معه الرومان لم يخضعوا لهؤلاء الملوك الذين خلفوا يوغورطة. وسر ذلك- فيما أرى- انهم لم يزالوا ممتنعين عن التداخل الروماني. فخضعوا ليوغورطة لما رأوه عدوا للرومان، وابتعدوا عن خلفه لما رأوا بهم سمة الانقياد لهم.
كان ماصنتة مجاورا ليرباص ولم يبلغنا شيئ عن علاقتهما أكانت حسنة ام غير حسنة. وقد تقدم ان هذا الدور من التاريخ يعلوه قتام الخفاء. ومع ذلك يمكننا ان نحكم بانهما كانا متسالمين. وذلك يدل على ضعف نفوذ رومة لديهما. لان أثر نفوذها يظهر في التفرقة بين الملوك واشغالهم بالفتن. ويؤيد حكمنا ذلك ان التاريخ قد أعلمنا بما كان بين يرباص وهيمصال من الحروب، واعلمنا ايضا بما وقع بين هيمصال وماصنتة.
وذلك انهما لا تجاورا بعد قتل يرباص وقع بينهما خلاف. فترافعا الى مجلس الشيوخ. وذهب يوبا نائبا عن ابيه. وكان يوليوس قيصر مدافعا عن ماصنته. واشتد في دفاعه وتحمس حتى قبض يوبا من لحيته. وغضب يوبا من ذلك واسرها في نفسه. هذا ما امكننا الوقوف عليه من حديث هذا الملك.
ولم نعثر على تاريخ ولايته ولا وفاته. وغاية العلم انه كان ملكا