اواخر الالف الثاني قبل الميلاد. وقد تصرف العرب في هذا الاسم فدعوها بونة. قال البكري:"ومدينة بونة أولية. وهي مدينة أقشتين (القديس أغسطين) العالم بدين النصرانية. وهي على ساحل البحر في نشز من الارض منيع مطل على مدينة سبوس. وتسمى اليوم مدينة زاوي. وبينها وبين المدينة الحديثة نحو ثلاتة أميال. ولها مساجد وأسواق وحمام. وهي ذات ثمر وزرع. وقد سورت بونة الحديثة بعد الخمسين واربعمائة"(١).
ولكثرة شجر العناب بها أطلق عليها مدينة العناب حتى صارت تعرف اليوم بعنابة.
هذا مما وجدنا من عواصم ملوك البربر القدماء منصوصا عليه. وهناك مدن كثيرة منها ما يحتمل ان يكون عاصمة لبعضهم مثل بجاية وسطيف. ولكنا لم نجد من صرح بأن واحدة منهما كانت عاصمة لملك من الملوك. ومما لا ريب فيه أن هناك عواصم غير تلك الأربع. فاننا نجهل عاصمة يوغورطة قبل ان يفتح قرطة، ونجهل أيضا عاصمتي ماصنتة وعرابيون.