للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الولاية وبسط نفوذها الفعلي على الشمال الأفريقي، لعلمها بشجاعة البربر وحماسهم في الدفاع عن وطنهم، وجهلها بدواخل هذا الوطن، فاكتفت باعتراف ملوك البربر بالسيادة الاسمية ريثما تلين قناتهم، وتضعف شوكتهم.

وكانت، الجمهورية لما فتحت قرطاجنة بعثت عشرة من الاعيان لينظروا مع سبيون في مصير قرطاجنة، فاتفق رأيهم على هدم ما أبقاه الحريق منها فتركوها قاعا صفصفا كان لم تغن بالامس، ولعنوا باسم آلهتهم موضعها، ولكنهم بعد قليل اضطروا لتجديدها.

وذلك ان ايطاليا ضاقت باهلها بسبب استحواذ طبقة الاغنياء على أراضيها وجلب العبيد لخدمة تلك الاراضى، ويقال: ان عدد هؤلاء العبيد بلغ ثلاثة ملايين. وأصبح عدد عديد من الايطاليين لا اراضي لهم يستغلونها ولا عمل يشتغلون به، حتى انه كان برومة أكثر من اربعمائة الف لا عمل لهم غير الجولان بالازقة.

وكان كايوس انتخب للمحامات عن الشعب سنة (١٢٣) فاقترح - لرفع هذه الازمة- ارسال جاليات من أولئك الفقراء من المال والعمل الى الولايات الرومانية.

وكان روبريوس من محامي الشعب ايضا فاقترح سنة (١٢٠) ق. م، تجديد قرطاجنة وارسال طائفة من فقراء الشعب لتعميرها.

قبل الشيوخ اقتراحه، وعين كايوس لتنفيذه، فجاء الى قرطناجنة بستة آلاف ايطالي، ومكث في تجديدها ثلاثة أشهر، وحينما تم تجديدها اطلق عليها اسم "جونونيا" تبركا باسم جونون وجعلت هي حامية قرطاجنة.

وكما ان هدهم لمدينة قرطاجنة لم يذهب بها وحييت من جديد

<<  <  ج: ص:  >  >>