وهذه الاقسام للنوع الثاني من المدن تختلف ادارتها: فمنها ما هو محافط على شكل الادارة البونيقية لها حكام وقضاة ومجالس من الاعيان، ومنها ما هو تحت رؤساء بربريين يعينهم الامبراطور ويمنحهم رداء يدعى "رداء الولاية" وقد يعطيهم اعانات ويوجب عليهم حراسة ما بجوارهم من الحدود. وقد تسمح رومة لبعض هذه المدن بانتخاب مجالس بلدية.
ورئاسة الرؤساء البربريين على بني جنسهم وراثية ويدعون اما عمالا أو أمراء، وقد يلقبون انفسهم بلقب ملك.
اما المدن الرومانية فكانت تنتخب كل سنة حكامها. وهؤلاء الحكام يتصرفون في مالية البلدة ويقومون بإصلاح القناطر والطرق والبناءات العمومية ويقبضون المغارم ويسهرون على حفظ الامن العام ويقضون بين الناس.
والى جانب الحكام مجلس بلدي يعينهم ويراقب أعمالهم ويشترط في العضو بهذا المجلس ان يبلغ ثروة محدودا أقلها قانونا، وان يدفع للميزانية البلدية من ماله قدرا من المال. ولا مرتب له.
وأعضاء هذا المجلس ضامنون في مالية البلدة التي يتصرفون فيها. واذن فادارة المدن كانت بيد طبقة مثرية قليلة العدد.
وكان نطاق أكثر البلديات واسعا جدا: بلدية هبون (بونة) كانت تمتد غرب المدينة ثلاثين ميلا، وشرقها خمسين ميلا.
وكانت للامبراطور ورجال من أعيان الشيوخ أملاك واسعة مستقلة عن تراب البلديات. يقوم بحفظ تلك الاملاك وكلاء عن اربابها. والوكيل على أرض هو الحكم على من بها والقائم بحفظ الامن فيها. ولسكان تلك الاملاك نواب يختارونهم للدفاع عن حقوقهم.