وقد كانت قرطة هي العاصمة لهذا الشمال، وتلك المدن الاربع تابعة لها وجزء منها.
ومن القرى التي كانت تابعة لقرطة في النظام والحكم: ثيدي (الخنق)، ارسقال (عين الكرمة)، مستار (عين بني زياد)، وزيلي (وجل)، صدار (عين الباي)، سيلة (سيقوس). وعلى القرى رؤساء منخرطون في سلك متوظفي قرطة، وقد استقل بعضها على عهد سبتمس سويرس وخصوصا على عهد قراقلا.
وبعد استعمار الرومان لهذا الشمال النوميدي بقليل ظهرت تلك المدن الاربع بفضل انتشار العمران، وأصبحت تضاهي قرطة. وأخذت نظاما داخليا مستقلا مع بقائها متعلقة بقرطة.
وكانت جميلة دون بقية المدن الاربع. بل قليلا ما تضاف اليهن. وسبب امتياز هذا الوطن عن بقية نوميديا واختصاصه بنظام صار به كمملكة مستقلة انه كان تحت رئاسة ستيوس ناصر قيصر ومغلبه على اعدائه الاقوياء الكثيرين.
وسبب اتحاد قرطة وميلوم وروسقاد وشولو انه حدث خلاف بين سكان هذه المدن الاربع على بعض الاراضي أيام أغسطس قيصر. وكان القرطيون قد أعانوه على عدوه ومنافسه انطونيوس، فكانت لهم بذلك عليه يد. فلما رفعت صورة الخلاف اليه لم يشأ أن ينصف أهالي المدن الثلاث من أهالي قرطة، ولكنه أصلح بينهم وعقد لهم محالفة رباعية، وجعل لكل مدينة ادارة شؤونها الداخلية على أن يكون لقرطة فضل الاشراف على الجميع. فكل مدينة تضرب الضرائب وتجبي الغرامات وتصرفها في مصالحها، ولكن رئيس قرطة هو