للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتزع الرومان من البربر جل أراضيهم وأثقلوا كاهلهم بالضرائب وأدخلوهم في الجندية ولم يحفلوا بحقوقهم الطبيعية.

١ - أما الاراضي البربرية فانها في الاصل اما مملوكة لملوك البربر واما مملوكة للشعب. فلما جاء الرومان أخذوا كل ما كان مملوكا للملوك والامراء. فاختصت الحكومة ببعضه، ووزعت بعضه على الرومان الاصليين، ومنحت بعضه قدماء الجند. وما كان مملوكا للشعب بقي لاربابه مع ضرب الخراج عليهم.

ومن ثار عليهم منهم انتزعت أملاكه وتصرفت فيها الدولة بوجه من الوجوه السابقة. وبطول المدة استولى الماليون من الرومان على أراضي البربر. ومن الرومان من كانوا يكترون من البربر الى آجال، ولهم أن يجددوا عند انتهائها، وبفضل العدل الروماني كان المكتري الروماني أسعد من المالك البربري. قال بيروني: "والمالك الاهلي إنما هو عامل مجبور على العمل طبعا لا قانونا. وحالة العملة سيئة جدا لا تنصفهم الحكومة في شيء".

ولكل أرض عدد من العملة يبتاعون معها. والرومان يعتبرون سادة لهم. وبطول الامد أطلق عليهم لقب "مماليك".

وقال غروت: "ان الرومان ألزموا البربر بالعمل في أراضي المعمرين تحت قوانين ثقيلة".

٢ - واما الضرائب فانها من أهم مقاصد الاستعمار الروماني، وهي- وان كانت مختلفة المقادير- متحدة في كونها فادحة. وتنقسم أربعة أقسام:

١ - الاداء الشخصي: وهو واجب على الرجل والمرأة. ومقداره مختلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>