للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة (٣٧٦) على عهد الامبراطور واليس هجم الهون من التتر على القوط الشرقيين. فاجتازوا نهر الدنوب. والتحقوا باخوانهم الغربيين. وهجم الجميع على المملكة الرومانية. واستوطنوا تراقية باذن من الأمبراطور واليس. ومن هذا الحين انفتحت لهم الطرق في المملكة الرومانية ففي سنة (٣٨٢) كلفهم ثأودوسيوس وزير ولنتنيانس الثاني بحراسة مجار نهر الدنوب، وملكهم ولايتين هنالك، ولما ولى ابنه هنوريوس على رومة، وكان صغير السن، استوزر له ستيليقون الوندالي. وكان هذا الوزير متزوجا من بنات أباطرة الرومان. وفي أيام وزارته اجتازت طوائف من القوط حدود ايطاليا. فكلفه هنوريوس بحربهم. فجهز الجيوش، وكانت جنود مرابطة على نهر الرين لحفظ الحدود، فاستدعاها، واستعان بها على حرب تلك الطوائف. انتصر ستيليقون في حربه، ولكن حدود ايطاليا من ناحية الرين بقيت من غير حراسة، فاجتاز بها من شعوب القوط السويف والألان والوندال، وانتشروا بالغاليا. وذلك أول يناير سنة (٤٠٧).

وكان ألريك (١) قد حارب بقومه من القوط الغربيين أرقاديوس أمبراطور القسطنطينية. وتم بينهم الصلح على ان يمنح الامبراطور ألريك ولاية اليريا (٢). ولما اصطلح مع امبراطور الشرق أخذ في الغارات على المملكة الغربية، ودافعه ستيليقون. ولما أعياه أمره عرض عليه رئاسة الجند الروماني على أن يكف غارات القوط. وكان من الرومان من لم يرض سياسة ستيليقون فقتلوه سنة (٤٠٨).

غضب ألريك لقتل ستيليقون. فتقدم الى رومة. وحاصرها


(١) سماه ابن خلدون انطرك.
(٢) أليربا: وطن جبلي على الشاطىء الشرقي من بحر الادرياتيك.

<<  <  ج: ص:  >  >>