فان الوندال أعجز من أن يغمدوا سيوف أولئك الابطال الا في جسد سلطتهم.
كان جنسريق يحملهم على الهدوء بعاملي الترغيب والترهيب. فقد كان معينا بالجندية التي يخشون بطشها، وكان يشركهم مع جنوده في غزواته وغنائهما، حتى في فتح رومة وما عاد به منها من النفائس.
وبهذه السياسة شغلهم عن تدبير الثورات، ورغبهم في السلم. فكانت افريقية الشمالية على عهده في راحة من الثورات لم تعرفها في غير عصره. ووجد البربر اذ ذاك الفرصة لاسترجاع قوتهم الحربية، لكنهم لم يستعملوها ضده ولم يهملوها بعد وفاته.
جاء بعده هنريق الذي لم يكن كأبيه، فلم يعامله البربر مثله. وثاروا عليه سنة (٨٣) بعد جمع الارثذوكس بشق نارية وتشريدهم في الصحراء. امتدت الثورة من جبل راشد وجبال أوراس وجرجرة وما بينهما الى طرابلس. وهجم الثوار على الجهات الشمالية. قال مرسيي: كان هؤلاء الثوار منضمين من عهد جنسريق. وانضم اليهم ضباط من الارثذوكس الممتحنين. وقد دافعهم هنريق. فعجز عن اخماد ثورتهم. وانحصرت مملكة الوندال في السواحل وبعض الجهات الداخلية.
وجاء غندامند فلم يستطع ان يقف حرية البربر. وتقدم الجيتوليون على عهده الى ناحية قفتة. وفي عمر تراسمند تقدم البربر في لم شعثهم واستعدادهم للثورة. وفي عصر هلدريق انتصر البربر على قائده أومير، وأخذوا بذلك حريتهم. وكانت محاولات الوندال لاخضاعهم تذهب هباء.
كانت ثورات البربر ناشئة عن سوء سياسة خلفاء جنسريق لانهم