وحاصروه بما. وأرسلوا عليها الماء كي يغرق من بها. ولكن سليمان أدرك ضابطه ففك عنه الحصار.
بعد ذلك تتبع سليمان البربر في جبال أوراس طامعا في ادراك بيداس. وكان هذا الامير ذهب الى مدينة زربولة. فلحقه سليمان. وحاصره بها. واستطاع بيداس ان ينفلت من الحصار فذهب الى مدينة ثمار. وتحصن بها. وكانت ممتنعة. فحاصرها سليمان مدة حتى فتحها. وجرح بيداس في دفاعه عنها. ونجا الى موريطانيا.
بانتقال بيداس من أوراس استطاع الروم أن يجوسوا خلاله. وغنموا أموالا طائلة لاميره. ثم ذهب سليمان الى بلاد الزاب يخضع البربر لدولته. وبلغ المسيلة. وكانت تدعى زابي. فجددها. وسماها يستنيانة تخليدا لذكر امبراطوره.
وبعد جولته عاد الى قرطاجنة. وقدر له الهلاك على يد حليفة انتلاس. فقتل على ايدي جنود هذا الامير بنواحي تبسة سنة (٤٥).
بعد هلاك سليمان جاء ولاة ضعفاء عن حماية ما تحت أيديهم من البربر. فكانت مدتهم حروبا بينهم وبين ملوك البربر المتحدين تارة والمتخاذلين أخرى. وقام البربر بعدة غارات على روم نوميديا وغيرها.
وفي سنة (٤٦) جاء يوحنا طرغلطا واليا على أفريقيا. وجعل حرب انتلاس أهم أعماله. واستعان عليه بقطزيناس وبيداس وافسدياس (هو أحد أمراء البربر بنواحي أوراس) فأعانوه. كما كان سليمان استعان بانتلاس على بيداس. وبعد ما اشتدت الحرب بين انتلاس وطرغليطا انجلت بخضوع الامير البربري سنة (٤٨).
عد الروم هذا الفوز انتصارا باهرا. ولكنهم لم ينصروا على البربر الا بالبربر. وهم يعدون البربر كلهم أعداء لهم سواء المحارب