قواده بشر بن ارطاة الى مجانة فافتتحها. وافتتح قلعة حولها. فأضيفت اليه. وسميت قلعة بشر.
بلغ موسى في غزواته بحرا جزيرة ميورقة، وبرا السوس الادنى. قال بيروني:"كان موسى فاتحا عظيما. أخضع قسنطينة الثائرة والمغرب الاقصى وتافيلالت ودرعة وسوس. وجند تسعة عشر الفا من البربر. وأسس طنجة. وجعلها قاعدة الشمال المغربي. وجعل لها حامية ذات سبعة عشر الفا ما بين عرب وبربر"، وكان العامل عليها من قبله طارق بن زياد الليثي.
ولما ثبت الفتح بالمغرب أمر طارقا بغزو الاندلس. فتوجه اليها سنة ٩٢ في جيشين أحدهما تحت رئاسته، نزل به الجبل المعروف باسمه الى اليوم، والآخر تحت رئاسة طريف إن مالك النخعي، ونزل مكانا سمي به أيضا. ولما اجتازوا البحر كسر طارق المراكب كي لا يطمح في الفرار ضعفة الصبر من الجيش. وخطب فيهم خطبته الشهيرة التي ضاعفت شجاعتهم واقدامهم.
قد وضع عقبة في ولايته الاولى أساس الفتح العربي بتأسيس عاصمة المغرب. وجاء حسان فرفع البنيان وأحكم بناء الاركان. وجاء موسى فوضع السقف وحفظ هذا الصرح من عوامل الضعف، ولولا غلطات الخلفاء وجهل الامراء بدواخل الوطن وطبائع أهله وجهل البربر بغرض الفاتحين ما بقي العرب في تشييد صرح الفتح نحو من اربعين عاما. ومع ذلك فهو فتح سريع لم يكتم مؤرخو الافرنج تعجبهم منه.
بحث الافرنج عن سر هذه السرعة العجيبة فوجدوها فيما كان عليه الوطن البربري من عموم الفوضى منذ اواخر العصر الروماني. وليس ذلك بصحيح. وقد قدمنا بحثنا في التعليل بالفوضى في الفصل