قال:"وخارج المدينة بازاء باب الفتح سور مضروب على فحص فسيح، يكون مقدار ثلثي مدينة طبنة. بناه عمر بن حفص. ويشق سكك المدينة جداول الماء العذب .. وليس من القيروان الى سلجماسة مدينة أكبر منها "(١) وقد ذهب عمرانها من بعد. واصبحت ليس لها من قيمة ولا أهمية غير أهميتها التاريخية. وكان لها في أوائل العصر الاسلامي شأن عظيم. وتدرس بها العلوم شأن المدن الكبرى. وكان منها علماء أجلة.
كان المغرب والاندلس ولاية واحدة الى أن دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الاموي الى الاندلس سنة (١٣٨) واستولى عليها. وجدد بها ملك بني أمية. وأورثها عقبة من بعده. وكانت تلك الدولة غرة في جبين تاريخ العرب. وفي سنة (١٤٠) تأسست سجلماسة. وكانت بها دولة بني مدرار. وفي سنة (١٤٤) تأسست تيهرت. وكانت بها دولة الرستميين. وفي سنة (١٧٢) دخل ادريس الاكبر المغرب الاقصى. وأسس بها دولة الادارسة.
كانت هذه الدول جمعاء مستقلة عن ولاة المغرب وغير مرتبطة بدار الخلافة بالمشرق. فانحصرت ولاية المغرب بعد في الجهات الشرقية للجزائر وفي عمالة تونس وبعض تراب طرابلس. تداول عليها ولاة من طرف الخلفاء. وكانت ولايتهم غير وراثية الى أن تولى ابراهيم ابن الاغلب سنة (١٨٤). فأصبحت ولاية وراثية مستقلة استقلالا دالخيا.
وهاك أسماء ولاة المغرب من لدن بداية الغزو الى حين استقلال بني الاغلب: