وارشقول مؤسسة مكان صيغة القديمة، قال البكري:"وهي على نهر تافنا يقبل من قبليها ويستدير بشرقيها تدخل منه الى المدينة السفن اللطاف من البحر. وبينهما ميلان، وهي مسورة وبها جامع حسن فيه سبعة بلاطات، وفي صحنه جب كبير، وصومعة متقنة البناء، وفيها حمامان احدهما قديم، ولها من الابواب باب الفتوح غربي وباب الامير قبلي وباب مرنيسة شرقي، محنية كلها عليها منافس، وسعة سورها ثمانية أشبار، وامنع جهاتها جوفيها، وبها آبار عذبة لا تغور. تقوم باهلها ومواشيهم، ولها ربض من جهة القبلة، ويقابلها جزيرة في البحر تسمى جزيرة أرشقول، بينها وبين البر قدر صوت رجل جهير في سكون البحر، وهي مستطيلة من القبلة الى الجوف عالية منيفة".
وجراوة سميت باسم قبيلة بربرية من زناتة كانت هناك، وهي على ستة أميال من البحر وعلى مرحلة من وادي ملوية الى ناحية تلمسان قال البكري. " وهي في سهل من الارض كان عليها سور مبني بالطوب، وداخلها قصبة، وحولها ارباض من جميع جهاتها وعيون ملحة، وداخلها آبار عذبة وخمس حمامات احدها ينسب الى عمرو بن العاص، وجامع من خمسة بلاطات على عمدة حجارة. أسسها ابو العيش عيسى بن ادريس بن محمد بن سليمان سنة ٢٥٩ وكان لها بابان شرقيان وثالث غربي ورابع جوفي، وحواليها بسائط عريضة للزرع والضرع وعدة قرى لقبائل من البربر: مطغرة وبني يفرن وودانة ويغمر الجبل وبني راسين وبني باداسن وبني ورميش وغيرهم. ولجراوة مرسى تافرجينت. وجبل مما لوا قبلي المدينة به حصن بناه الحسن ابن العيش. حواليه بساتين ومياه تطرد. وبينه وبين جراوة اربعة اميال ويتصل بالحصن اسفل الجبل شعاري اشبة لا تسلك"، اهـ ببعض تصرف.