كانت خلافة ابي جعفر المنصور اهتم به، فولى عليه محمد بن اللاشعث الخزاعي، وكان الاغلب بن سالم الثميمي بخراسان من اضراب ابي مسلم الخراساني وكبار أولياء الدولة. فقدم المغرب مع ابن الاشعث، وكان الزاب هو طريق ثوار المغرب الاوسط الى افريقية فلما خلصت افريقية لابن الأشعث ولى الاغلب على الزاب كي يكون سدا في وجوه الثوار، فنزل قاعدته طبنة.
وفي سنة ١٤٨ عاد ابن الاشعث الى المشرق فقلد المنصور الاغلب امارة المغرب، فانتقل الى القيروان، وقتل في بعض مواقفه مع الثوار سنة ١٥٠ وصارت الامارة الى آل ابي صفوة الازديين، وكان من ولاة طبنة أيامهم المخارق بن غفار الطائي ثم المهلب بن يزيد من آل المهلب ابن صفرة ثم ابراهيم بن الاغلب، وانقضت امارة آل ابي صفرة وولي الامر هرثمة ابن أعين.
قدم هرثمة القيروان سنة ١٧٧ فهاداه ابراهيم بن الاغلب ولاطفه فاقره على عمله بطبنة، فبقي عاملا له ولمحمد ابن مقاتل العكي من بعده، وثار الناس بابن مقاتل واخرجوه من القيروان، فبلغ الخبر ابراهيم بن الاغلب فسار في جنوده ودخل القيروان واعاد اليها أميره العكي، ولكن الناس سئموا سيرته، وداخلوا ابراهيم في مخاطبة الخليفة بولايته على المغرب.
هناك أتيحت لابراهيم فرصة الاستقلال فانتهزها، وكتب الى الرشيد طالبا منه امارة القيروان على ان يؤدي اليه كل عام اربعين الفا ويسقط مائة الف دينار كانت مصر تعين بها المغرب، فاستشار الرشيد اصحابه، فاشار عليه هرثمة بولايته. فكتب العهد له بذلك منتصف سنة ١٨٤ (٨٠٠م).
ولقد كان الرشيد حريصا على بقاء المغرب متصلا بدولته، وقد