للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجودته مشهورة. النخيل وهو بصحرائها ذو انواع يعسر عدها منها ما لا نظير له في سائر البلاد طعما ونكهة. التفاح وهو انواع مختلفة طعما وريحا. الاجاص وهو انواع مختلفة طعما وحجما. اللوز وهو نوعان صلب ولين. البورتقال (الشينة- الشين) الليمون وهو انواع. الزنبوع. الاترج، الجوز. الموزء الخوخ. وفيه اصناف. المشمش وفيه اصناف تبلغ ثمرة بعضها حجم ثمرة الخوخ. الفستق. العناب وهو كثير بناحية بونة حتى سميت من اجل ذلك عنابة. بوفريوة. السفرجل وهو موجود بجميع جهات الوطن ولكن لسفرجل تيهرت شهرة على غيره، قال البكري- اثناء الكلام على تيهرت-: "وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسنا وطعما ومشما" (١).

التوت وهو انواع. حب الملوك.

وتنبت الجزائر غير ما ذكر من ضروب الحبوب والاشجار ضروبا من الخضر والبقول، وكل ذلك يدل على أرض خصبة طيبة. ولكن هل ذلك مدح لها أم ذم؟

ما من أحد الا وهو يرى ان الارض الخصبة افضل من الارض الجدبة. ولكني اراني مضطرا لمخالفة الناس في ذلك والذهاب الى غير ما يذهبون اليه حاكما بعكس حكمهم. فإذا رأى القارئ حكمي هذا غريبا فليتأمل مستندي فيه وماذا أرمي اليه فعساه وافقني او يعذرني على الأقل.

ذلك ان الجنس الذي يكون بالاراضي التي غضبت عليها الطبيعة فجردتها من روعة الجمال وتركتها عجوزا شمطاء يجد نفسه في حاجة الى التوسع وطلب الرزق في غير وطنه. وليس له من زاد يبلغه الى امنيته ولا معين يعينه على تنفيذ طبته الا الشجاعة والدهاء. والدهاء عضده الايمن ووزيره الايمن.

... الرأي قبل شجاعة الشجعان ...

فيقرأ في مدرسة الحاجة دروسا من الدهاء؛ وتكسبه منازلة الاهوال من صفة الشجاعة على نسبة الخطوب التي قارعها في تحصيل

<<  <  ج: ص:  >  >>